نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 297
وبالطبع لم يمس جيش يزيد ابن عمر أو أهله بسوء . وابن عمر بدوره آثر أن يقوم بدور المتفرج على هذه المجزرة الوحشية لأبناء الرسول والأنصار في المدينة ولعله كان يتشفى فيهم لمخالفتهم إياه . . ولكن هل غفل ابن عمر عن النصوص الصريحة التي جاءت على لسان الرسول ( ص ) والتي تحرم انتهاك المدينة [1] . . ؟ إن مثل هذا الموقف من ابن عمر يكشف لنا مدى جنبه وانهزاميته . . وإن تعلقه برواية الغدر يكشف لنا مدى قشريته وفهمه السطحي للنص . . ولقد استمر ابن عمر على موقفه الانهزامي المداهن للحكام حتى عصر الحجاج سفاح الأمة والذي كان يصلي وراءه . وليس هناك أكثر من الصلاة وراء مجرم كالحجاج كدليل على جبن هذا الرجل وسفاهته . ولا يقال إن موقف ابن عمر هذا من باب حسم الفتنة وتوحيد الكلمة فالحجاج لم يكن إلا ذنب من أذناب بني أمية ولم يكن إمام المسلمين . . هل بعد هذا كله يجوز أن نضع مثل هذا القشري الجبان قدوة لنا نتلقى منه الدين وعلم الرسول ؟ والإجابة بالطبع لا . ولكنها السياسة والفقهاء الذين استنبطوا من صلاته وراء
[1] يروى عن الرسول ( ص ) قوله : " من حمل علينا السلاح فليس منا " . ( البخاري كتاب الفتن ومسلم كتاب الإيمان ) ويروى عنه ( ص ) " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار " ( مسلم والبخاري وكتاب الإيمان ) . . ويروى عنه ( ص ) : " لا يكيد أهل المدينة أحد إلا إنماع كما ينماع الملح في الماء " ( مسلم كتاب الحج والبخاري كتاب فضائل المدينة ) . ويروى عنه ( ص ) " من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ( مسلم كتاب الحج والبخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ) . وإذا كان ابن عمر قد غفل عن هذه الروايات فهو جاهل . وإذا كان يعلم بها ولم يتخذ موقفا فهو جبان . والأمر الثاني هو الأرجح بالطبع . .
297
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 297