نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 279
جاء الإسلام ليبشر بالعدل والإحسان والمساواة بين الناس وتحقيق التكافل الاجتماعي والنهوض بالأمة وحرية الرأي والاعتقاد وكثير من القضايا التي سبقت . . عصره والتي ميزته عن سائر الأديان التي سبقته . . جاء الإسلام رحمة للعالمين وكان الرسول رحمة مهداة . . هذه هي الصورة الربانية لدين الله كما تبرزها نصوص القرآن . . لكن الصورة الأخرى التي جاءت بها الروايات إنما تناقض هذه الصورة وتصطدم بها . فقد بشرت الروايات بالظلم والقهر وسيادة الطغاة على واقع الأمة وأوجبت على المسلمين التعايش مع هذا الوضع والرضا به . . وبشرت الروايات بظلم الله سبحانه للعباد وإن صنعوا الخير وساروا على الصراط المستقيم فمصيرهم إلى النار حتى الرسول نفسه مهدد بدخولها . . - ظلم العباد : يروى عن النبي ( ص ) أنه قال : " كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين انسانا ثم خرج يسأل . فأتى راهبا فسأله . فقال له : هل من توبة ؟ . قال : لا . فقتله . فجعل يسأل . فقال له رجل : ائت قرية كذا وكذا . فأدركه الموت . فناء بصدره نحوها . فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . فأوحى الله إلى هذه أن تقربي . وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي . وقال : قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب ببشر . فغفر له " [1] . . قال الفقهاء : قوله ( ص ) " رجل قتل تسعة وتسعين " . قال النووي أفتاه عالم بأن له توبة هذا مذهب أهل العلم وإجماعهم على صحة توبة القاتل عمدا ولم