نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 270
الكعبة بعد أن هدمها السيل هو أن هذه الرواية من ركش القوم وإن كانوا يبررونها بأنها خاصة بمرحلة ما قبل البعثة حيث لم يدخل الرسول - حسب عقيدتهم - في دائرة العصمة . إلا أن مسألة ستر العورة من سنن الفطرة يلتزم بها عامة الناس فكيف بالرسل ؟ ومثل هذه الرواية إنما تصم الرسول بالجهل والسفاهة حيث لم يعتني بلباسه ودخل في عمل شاق دون أن يحتاط لنفسه فكانت النتيجة إن سقط عنه لباسه وكشفت عورته . . ومن عجائب القوم أنهم يروون رواية أخرى على لسان الرسول ( ص ) تناقض هذه الرواية . . تقول الرواية : قال المسور بن مخرمة أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعلي إزار خفيف فانحل إزاري ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت به إلى موضعه . فقال رسول الله : " إرجع إلى ربك فخذه وتمشوا عراة " [1] . . وعن رواية الخصومة والقضاء يقول الفقهاء : ومعناه أنه خطاب للمقتضي له أنه أعلم من نفسه هل هو محق أو مبطل . فإن كان محقا فليأخذ وإن كان مبطلا فليترك . وفيه من الفوائد إثم من خاصم في باطل حتى استحق به في الظاهر شيئا هو في الباطل حرام عليه . وفيه أن من احتال الأمر باطل بوجه من وجوه الحيل حتى يصير حقا في الظاهر ويحكم له به أنه لا يحل له تناوله في الباطن ولا يرتفع عنه الإثم بالحكم . وفيه أن المجتهد قد يخطئ فيرد به على من زعم أن كل مجتهد مصيب . وفيه أن المجتهد إذا أخطأ لا يلحقه إثم بل يؤجر [2] . . ومثل هذا الكلام إنما ينطبق على القضاة والحكام لا على الرسول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى . فهؤلاء القضاة والحكام هم الذين يمكن أن يخدعوا
[1] مسلم . كتاب الطهارة . باب الاعتناء بحفظ العورة . وهو نفس الباب الذي يحوي الرواية السابقة . . [2] فتح الباري ح 13 / 148 . كتاب الأحكام . .
270
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 270