نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 205
ويقول ابن تيمية : ومن الإيمان بالله . الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصف به رسوله محمد ( ص ) من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل . وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك . فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر به في كتابه [1] . . وقد أجمع فقهاء السنة على وجوب رؤية الله يوم القيامة باعتبارها واجبة في النقل جائزة في العقل [2] . . وأجمعوا على إثبات صفة العلو أي أن الله في السماء . ومن تأول ( فوق ) بأنه خير من عباده وأفضل منهم فذلك مما تنفر منه العقول السليمة وتشمئز منه القلوب الصحيحة . وقد سئل أبو حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض . فقال : قد كفر . فقيل له فمن يقول إنه على العرش ولكن لا أدري العرش في السماء أم في الأرض ؟ . قال : هو كافر . لأنه أنكر أنه في السماء . فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر [3] . . ويقول ابن رجب : إن قوما نفوا كثيرا مما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - الصفات - وزعموا أنهم فعلوه تنزيها لله عما تقتضي العقول تنزيهه عنه وزعموا أن لازم ذلك مستحيل على الله عز وجل . وقم لم يكتفوا بإثباته حتى أثبتوا ما يظن أنه لازم له بالنسبة إلى المخلوقين . وهذه اللوازم نفيا وإثباتا درج صدر الأمة على السكوت عنها [4] . . ويقول الأشعري في رسالة أهل الثغر ناقلا إجماع أهل السنة على أن صفات الله حقيقة لا مجازا : واستدلوا على ذلك بأنه - سبحانه - لو لم يكن له عز وجل هذه الصفات لم يكن موصوفا بشئ منها في الحقيقة ومن لم يكن له فعل لم يكن
[1] العقيدة الواسطية ط القاهرة . [2] أنظر نصوص الفقهاء في الرؤية في كتب العقائد السابق ذكرها . . [3] العقيدة الطحاوية ص 225 . . [4] جامع العلوم والحكم ص 365 . .
205
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 205