نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 138
أما تحريم الحمر الأنسية - أي الأهلية - الذي ألصقه الرواة برواية تحريم زواج المتعة فهو كشأ الأحكام السابقة التي ابتدعتها الروايات على لسان الرسول ( ص ) . فمن المعروف أن الإسلام قد حرم كل ذي ناب من الحيوانات والطيور . والحمر لا تدخل في دائرة الحيوانات المفترسة . صحيح أنها خلقت للركوب وقضاء الحوائج لكن هذا لا ينفي جواز أكلها . . وبالطبع هناك حيوانات أخرى خلقها الله سبحانه لكي تؤكل لحومها وتكون طعاما للإنسان وهي أولى بالأكل من الحمر . إلا أن ما يجب تأكيده هنا هو مبدأ التحليل والتحريم أن الحمر في دائرة الإباحة . أما النهي فإنه يساويها ببقية الحيوانات الأخرى المحظورة . . يروى أن رسول الله ( ص ) نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع [1] . . ويروى أنه في غزوة خيبر نحروا الحمر الأهلية فلما غلت القدور نادى منادي الرسول : اكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا . فقلنا : إنما نهى عنها النبي لأنها لم تخمس . وقال آخرون حرمها البتة [2] . . ويروى عن ابن عباس قوله : لا أدري أنهى عنه رسول الله ( ص ) من أجل أنه كان حمولة الناس فكره أن تذهب حمولتهم . أو حرمه في يوم خيبر [3] . . ويروى : نهى رسول الله ( ص ) يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص في الخيل [4] . . ويروى : نحرنا على عهد النبي ( ص ) فرسا فأكلناه [5] . . ويظهر من هذه الروايات أنها جميعها تضرب رواية النهي عن أكل الحمر وتشكك فيها . فالرواية الأولى تحرم كل ذي ناب والحمر لا تدخل في هذا . .
[1] مسلم كتاب الصيد والذبائح والبخاري كتاب الذبائح والصيد . . [2] مسلم كتاب الصيد والذبائح . والبخاري كتاب الخمس . . [3] البخاري كتاب المغازي ومسلم كتاب الصيد والذبائح . . [4] المرجعين السابقين . . [5] مسلم والبخاري كتاب الصيد والذبائح . .
138
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 138