نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 105
فهل يقبل العقل مثل هذا الكلام . . ؟ أما مصادمتها للواقع آنذاك فيظهر من أن النساء في زمن الرسول ( ص ) لم يكن يسرن في الطرقات عاريات أو مائلات أو مميلات فكل هذه صور من حال المرأة في آخر الزمان وهو قد تنبأ بها [1] . . إذن فماذا كانت ترتدي تلك المرأة التي أثارت الرسول . . ؟ ويروى عن عائشة قولها : كنت أطيب رسول الله ( ص ) فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا [2] . . ويروى عن أنس بن مالك : كان النبي ( ص ) يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر . قلت لأنس : أو كان يطيقه . قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين [3] . . قال النووي : أما طوافه ( ص ) على نسائه بغسل واحد فيحتمل أنه كان يتوضأ بينهما أو يكون المراد بيان جواز ترك الوضوء . وقد جاء في سنن أبي داود أنه ( ص ) طاف على نسائه ذات ليلة يغتسل عند هذه وعند هذه . فقيل يا رسول الله : ألا تجعله غسلا واحدا . فقال : " هذا أذكى وأطيب وأطهر " . وعلى تقدير صحته يكون هذا في وقت وذاك في وقت . وطوافه ( ص ) محمول على أنه كان برضاهن أو برضى صاحبة النوبة إن كانت نوبة واحدة . وهذا التأويل يحتاج إليه من يقول كان القسم واجبا على رسول الله في الدوام كما يجب علينا . وأما من لا يوجبه فلا يحتاج إلى تأويل فإن له أن يفعل ما يشاء . وهذا اختلاف في وجوب القسم هو وجهان لأصحابنا [4] . . وقال القاضي عياض : إن الحكمة من طوافه عليهن في الليلة الواحدة كان
[1] أنظر كتاب الفتن في البخاري ومسلم وكتب السنن . . [2] البخاري . كتاب الغسل باب إذا جامع ثم عاد . ومن دار على نسائه في عسل واحد . وانظر كتاب النكاح باب من طاف على نسائه في غسل واحد ومسلم كتاب الرضاع . . [3] المرجع السابق . . [4] شرح النووي على مسلم . كتاب الحيض . .
105
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 105