نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 85
بالباطل وبلا حق يؤيدها . فالرسول ( صلى الله عليه وآله ) ما قرن غضبه بغضبها ، ورضاه برضاها إلا لأنها صادقة حين ترضى ومحقة حين تغضب على الدوام . . فكيف ابتعدت أفهام أبي بكر عن ذلك وغمرته الغفلة عن هذا ؟ ! إن الزهراء ما كانت تحتاج في مطالبتها بإرث أبيها إلى الخروج أمام المهاجرين والأنصار وتخاطبهم باللهجة التي قرأت لولا ثقل الظلم الذي كانت تنوء به هي نفسها ، ولولا يقينها الذي لا يشوبه الظن بخطأ أبي بكر في هذا الأمر ، سواء أكان ذلك الحكم أن ليس للرسول ( صلى الله عليه وآله ) إرث لبنته ، أو رده ادعاءها بأن أباها ( صلى الله عليه وآله ) قد نحلها فدكا . وأعجب من ذلك رده شهادة رجل ما جرى الكذب على لسانه يوما منذ نعومة أظافره ، رجل شهد له الله تعالى بالإيمان والاستقامة والصلاح . . فعن علي ( عليه السلام ) ، قال : " جاء النبي أناس من قريش فقالوا : يا محمد ، إنا جيرانك وحلفاؤك ، وإن أناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا ، فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول ؟ قال : صدقوا ، إنهم جيرانك . . قال : فتغير وجه النبي ( ص ) ، ثم قال لعمر : ما تقول ؟ قال : صدقوا ، إنهم لجيرانك وحلفاؤك . . فتغير وجه النبي ( ص ) . . . فقال : يا معشر قريش ، ليبعثن الله عليكم رجلا قد امتحن الله قبله بالإيمان ، فيضربكم على الدين . فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله ؟ قال : لا . قال عمر : أنا يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه الذي يخصف النعل . . وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها " [1] . فلقد كان هذا كافيا لأبي بكر بأن يقبل شهادة الإمام علي ، ويحكم لصالح الزهراء ، ويقبل ادعاءها بلا أدنى شك . لقد كانت لخزيمة بن ثابت شهادة عدلين لصدقه ، فهل كان خزيمة أصدق من
[1] مسند أحمد بن حنبل 1 : 155 ، كنز العمال 6 : 396 .
85
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 85