نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 80
وإنما أراد المثال الأقوى في تأكيد عدالته وتنفيذه أمر الله ، حتى لو كان السارق من له مقام كالزهراء ، لو قدر لذلك أن يحدث . ونحن لا نفهم - بل يجب أن لا نفهم - من غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لغضب الزهراء إلا لأنها وقفت على عرصات العلم اليقيني الذي تنكشف به حقائق الأمور حسنها وقبحها . وعلم كهذا لا يقوم بنفس خالطها ولو يسير من القبح أيا كان ذلك ، لأن العلم اليقيني هذا كله حسن . ولما قام بنفس الزهراء فيجب أن تحفظ السنخية والانسجام بين نفسها وعلمها هذا . بل إن هذا العلم ونفس الزهراء شئ واحد بالذات ، فلا يحتاج إلى التأكيد والكلام عن السنخية والمشابهة ، لأن هاتين تطلبان بين اثنين ، ولا اثنينية بين الزهراء وعلمها إلا ذهنا . فالاتحاد بين هذا العلم - الذي كله خير - ونفس الزهراء ( عليها السلام ) لا نفهم منه إلا ذلك التطهير وتلك التزكية ، كما هو واضح . فالرسول إذا على يقين من أن الزهراء في تناء عن الباطل وفي انسجام مع الحق ، ولذا لم يكن يخشى منها على الناس بأن تغضب عليهم بلا وجه حق . ولهذا لما كان من بين الناس - من يتنكر لهذا المقام الفاطمي ولا يتورع عن ظلمها وإغضابها ، قرن غضبها بغضبه ، بل قال لها : " إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك " . وبهذا تتضح لنا عصمة البتول ( عليها السلام ) بصورة جلية . فما دام غضب الزهراء ( عليها السلام ) هو غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورضاها هو رضاه ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا ريب أن يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، إذ لا يمكن أن يرى الله نبيه غاضبا ولا يغضب ، أو يراه راضيا فلا يرضى . ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر ؟ ونأتي بعد هذا ونسأل : ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر في مسألة ميراثها من أبيها محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! يروي البخاري عن عائشة أم المؤمنين : " أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مما أفاء الله
80
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 80