نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 58
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تنصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر فبقي معه قوم ، فأخرجوا عليا ومضوا به إلى أبي بكر ، فقال له بايع . فقال ( عليه السلام ) : أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي . فقيل له : لست متروكا حتى تبايع . فقال : إن لم أفعل فم ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! فقال ( عليه السلام ) : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ! فقال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخا رسول الله فلا ! وأبو بكر ساكت . فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ ! فقال أبو بكر : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه . فلحق علي بقبر رسول الله يصيح وينادي : ابن أم ، إن القوم استضعفوني وكادوا أن يقتلون " [1] . اختلاف علي ( عليه السلام ) وعثمان ( رضي الله عنه ) إن ما يبين عمق الاختلاف بين الخلفاء أيضا ما وقع بين علي ( عليه السلام ) وعثمان بن عفان ، كما يروي البخاري عن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعليا رضي الله عنهما بين مكة والمدينة ، وعثمان ينهى عن المتعة [ حج التمتع ] وأن يجمع بينهما [ أي العمرة والحج ] ، فلما رأى ذلك علي ( عليه السلام ) أهل بهما جميعا قائلا : لبيك عمرة وحج معا ، فقال عثمان : تراني أنهى الناس عن شئ وتفعله أنت ؟ ! فقال علي ( عليه السلام ) : لم أكن لأدع سنة رسول الله ( ص ) لقول أحد [2] . فيلاحظ في هذه الواقعة أن الاختلاف قد حدث بين الخليفتين المفترض اتباعهما ،
[1] الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 12 - 13 ، الفتوح لابن أعثم 1 : 13 ، أعلام النساء 4 : 114 - 115 ، شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 و 6 : 11 . [2] صحيح البخاري 3 : 108 / 1412 - كتاب الحج ، باب التمتع والإقران .
58
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 58