نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 44
لقد ذهبتم فيها عريضة " [1] . كتمان الشهادة ! شهادة الزور وأرجو أن لا يندهش أحد إذا قلت : إن من الصحابة من كذب وكتم الشهادة . وهذا بلا شك طعن في العدالة والوثاقة ، ذلك أن كتم الشهادة وشهادة الزور من أكبر المطاعن التي بين سوءها القرآن الكريم . يقول ابن أبي الحديد : " ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي عليه السلام ، قائلين فيه السوء . ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ، ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة ، منهم أنس بن مالك . ناشد علي عليه السلام الناس في رحبة القصر - أو قال رحبة الجامع بالكوفة - : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟ فقام اثنا عشر رجلا شهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم ، فقال له : يا أنس ! ما منعك أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتها ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت سني ونسيت ! فقال : اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة . قال طلحة بن عمير : فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه " [2] . فالصحابة بشر تدفعهم بشريتهم أحيانا إلى ارتكاب الأخطاء من أجل تحقيق أهداف ، وإن خالفت الشرع ، وحتى لو أدى ذلك إلى شهادة الزور . روي أنه لما جازت عائشة ماء الحوأب ونبحتها كلابها تذكرت تحذير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونهيه إياها أن تكون هي صاحبة الجمل ، فبكت وقالت : " ردوني ، ردوني " ، فجاءها طلحة والزبير بخمسين رجلا لهم جعلا ، فأقسموا بالله إن هذا ليس بماء الحوأب . فواصلت مسيرها حتى البصرة . ثم ذكر أنها أول شهادة زور أقيمت في
[1] تاريخ الطبري 2 : 203 حوادث السنة الثالثة - غزوة أحد . [2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 74 - فصل في ذكر المنحرفين عن علي ، أنظر مسند أحمد 1 : 194 .
44
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 44