نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 243
وبهذا يتضح أن أهل البيت هم أهل العباءة الخمسة ، وأن التطهير الذي تم لعترة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته من أصحاب الكساء الخيبري والمرط المرجل بالشعر الأسود ، هو تطهير يختص بهم دون غيرهم من الناس . وهو بالإضافة إلى ذلك - قد تم على أساس الإرادة التكوينية التي لا تنفك عن مرادها - فيكون بذلك قد حدث التطهير لهم وحصلت التزكية من الرجس والآثام والذنوب والمعاصي وكل قبيح . وهذه هي العصمة ، ذلك لأن التطهير الذي تم لهم هو تطهير معنوي بلا ريب . فلو كان تطهيرا عن طريق الإرادة التشريعية ، فهو مما لا يختص بأحد من الناس . ولما كان قد اختص بأهل البيت النبوي فهو تطهير من نوع خاص لهم لا يفسر إلا بمعنى العصمة ، لعدم صدور الذنب والمعصية عنهم ، إذا أنها قذارات وخبائث النفس . وبعد كل تلك الأحاديث الواردة في بيان أهل البيت النبوي لا يستطيع أحد أن يخرج واحدا من أهل العباءة باعتباره غير معدود في أهل البيت ، كما لا يستطيع أن يضيف إليهم شخصا خارجا عنهم ، سواء كان هذا الشخص من نسائه صلى الله عليه وآله أو الشيخين أو سائر الصحابة . . لأن قول النبي صلى الله عليه وآله بعد إجلاس الحسن والحسين وعلي وفاطمة على الكساء ولفه حولهم : " هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " نفهم منه أنه لو كان هناك أحد من أهل البيت بالمعني الحقيقي لدعاه النبي صلى الله عليه وآله وأجلسه إلى جانبهم واشتمله معهم بالكساء . ألا ترى أنه في بعض الروايات ، لما جاءت فاطمة انتظر النبي صلى الله عليه وآله حتى جاء الحسن ، ثم انتظر حتى جاء الحسين ، وهكذا حتى جاء علي عليه السلام ، ثم خاطب النبي صلى الله عليه وآله بعد ذلك ربه قائلا : " هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ، فنزلت الآية حين اجتمعوا جميعا على البساط . ألا يدل ذلك على أنه ليس هناك أحد غيرهم يشمله وصف أهل البيت النبوي ؟ ! إن إعلان النبي صلى الله عليه وآله أن هؤلاء هم أهل البيت هو إعلان لأمر الوحي وتبليغ لأمر الله ، فلو أعلن النبي صلى الله عليه وآله وبلغ هذا الأمر قبل أن يكتمل تعدادهم وحضورهم أفلا يكون هذا التبليغ للوحي ناقصا مبتورا ؟ ! بلى ، لأن الناس يفهمون الوحي طبقا لتبليغه .
243
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 243