نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 129
إن أهل السنة يعتبرون أن أبا بكر هو اللائق لتولي منصب الخلافة بعد النبي صلى الله عليه آله ، وعلى ذلك اتحدوا واجتمع رأيهم لذلك نفوسهم . لهذا فهم يقدحون بشدة في كل من لا يقبل خلافة الصديق ، ويعتبرون ذلك قدحا في دينه ، ربما أخرجوه عن دائرة الإسلام . ولكن هذا أشبه برأيهم في عدالة الصحابة بقضهم وقضيضهم ، إذا أن هذا الرأي لم يبنوه على أسس قوية وأدلة مقنعة . وقد رأينا أن واقع الصحابة وسيرتهم لا تسمح بإعطاء هذه العدالة لكافتهم دون بحث وتفحص لأحوالهم . وخلافة الصديق كذلك ، إذ أن الأدلة التي ساقوها لإثبات خلافته من بعد النبي صلى الله عليه وآله لا تقنع من تفحصها وألم بجوانبها ، لأن هذه الأدلة بكلمة واحدة لا تدل على أحقية أبي بكر بالخلافة ، إذ أنها أدلة أزهق القوم فيها أنفسهم لإيجادها بعد وقوع الحادثة في السقيفة . ومعنى هذا أن هذه الأدلة لم تمهد الطريق إلى خلافة أبي بكر ، بل إن خلافة الصديق هي التي خلقت هذه الأدلة ومهدت لها الطريق إلى أفكار الناس ، وإنما صنعت لتبرير ما تمخض عن سقيفة بني ساعدة . وعلى أية حال فهي أدلة لا تقوى على الوقوف أمام أدلة المخالفين لخلافة الصديق ، لأن أدلتهم أقطع في الدلالة وأقوى في الحجة . ونحن نعلم أن طاعة أولي الأمر قد فرضت ووجبت على كل المؤمنين ، وعليه
129
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 129