responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 28


مؤسفة وقعت لي عندما دخلت إلى مسجد أبي حنيفة في القاهرة وصليت معهم صلاة العصر جماعة فما راعني بعد الصلاة إلا والرجل الذي كان قائما بجانبي يقول لي في غضب " لماذا لا تكتف يديك في الصلاة " فأجبته بأدب واحترام أن المالكية يقولون بالسدل وأنا مالكي فقال لي : " إذهب إلى مسجد مالك وصل هناك " فخرجت مستاءا ناقما على هذا التصرف الذي زادني حيرة على حيرتي .
وإذا بالأستاذ العراقي يبتسم ويقول لي إنه هو الآخر شيعي .
فاضطربت لهذا النبأ وقلت غير مبال لو كنت أعلم أنك شيعي لما تكلمت معك ، قال : ولماذا ؟ قلت لأنكم غير مسلمين فأنتم تعبدون علي بن أبي طالب والمعتدلون منكم يعبدون الله ولكنهم لا يؤمنون برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله ، ويشتمون جبرائيل ويقولون بأنه خان الأمانة فبدلا من أداء الرسالة إلى علي أداها إلى محمد ، واسترسلت في مثل هذه الأحاديث بينما كان مرافقي يبتسم حينا ويحوقل [1] أحيانا ، ولما أنهيت كلامي سألني من جديد : أنت أستاذ تدرس الطلاب ؟ قلت نعم ، قال : إذا كان تفكير الأساتذة بهذا الشكل فلا لوم على عامة الناس الذين لا ثقافة لهم ! قلت : ماذا تقصد ؟ أجاب : عفوا ولكن من أين لك هذه الادعاءات الكاذبة ؟ قلت من كتب التاريخ ومما هو مشهور عند الناس كافة .
قال : لنترك الناس كافة ولكن أي كتاب تاريخ قرأت ؟ بدأت أعدد بعض الكتب مثل كتاب فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام لأحمد أمين وغيرها ، قال : ومتى كان أحمد أمين حجة على الشيعة ؟ وأضاف : إن مقتضى العدل والموضوعية أن تتبين الأمر من مصادرهم الأصلية المعروفة .
قلت : وكيف لي أن أتبين في أمر معروف لدى الخاص والعام ، قال : إن أحمد أمين نفسه زار العراق وكنت من بين الأساتذة الذين التقوا به في النجف وعندما عاتبناه على كتاباته عن الشيعة اعتذر قائلا : إني لا أعلم عنكم أي شئ وأني لم أتصل بالشيعة من قبل وهذه أول مرة ألتقي فيها بالشيعة .



[1] حوقل ، بحوقل : يكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

28

نام کتاب : ثم اهتديت نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست