مشبعات ومتواليات ، أو ما أنبت لحماً وعظماً . وتهلّل وجه والد الزوجة وقال : الحمد لله فابنتي لم ترضع إلاّ مرتين أو ثلاث مرّات فقط ، وإنّ في قول الإمام علي هذا مخرجاً لنا من هذه الورطة ورحمة لنا من الله بعد أن يئسنا . فقال المرشد : أعطنا الدليل على هذا القول حتّى نقتنع ، فأعطيتهم كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي ، وقرأ هو بنفسه عليهم باب الرضاعة ، وفرحوا بذلك فرحاً عظيماً وخصوصاً الزوج الذي كان خائفاً أن لا يكون لديّ الدليل المقنع ، وطلبوا منّي إعارتهم الكتاب حتّى يحتجّوا به في قريتهم ، فسلّمته إليهم وخرجوا مودّعين داعين معتذرين . وبمجرّد خروجهم من بيتي التقى بهم أحد المناوئين ، وحملهم إلى بعض علماء السّوء ، فخوّفوهم وحذّروهم بأنّي عميل لإسرائيل ، وأنّ كتاب منهاج الصالحين الذي أعطيتهم إياه كلّه ضلالة ، وأن أهل العراق هم أهل الكفر والنفاق ، وأنّ الشيعة مجوس يبيحون نكاح الأخوات ، فلا غرابة إذن في إباحتي لهم نكاح الأخت من الرضاعة . . إلى غير ذلك من التّهم والأراجيف ! وما زال بهم يحذّرهم حتّى ارتدوا على أعقابهم وانقلبوا بعد اقتناعهم ، وأجبروا الزوج على أن يتقدم بدعوى عدلية للطلاق لدى المحكمة الابتدائية في قفصة ، وطلب منهم رئيس المحكمة أن يذهبوا إلى العاصمة ويتّصلوا بمفتي الجمهورية ليحلّ هذا الإشكال . وسافر الزوج وبقي هناك شهراً كاملا حتّى تمكن من مقابلته ، وقصّ عليه قصّته من أولها لآخرها ، وسأله مفتي الجمهورية عن العلماء الذين قالوا بحلّية الزواج وصحته ، فأجاب الزوج بأنه ليس هناك من قال بحلّيته غير شخص واحد هو التيجاني السماوي ، وسجّل المفتي اسمي وقال للزوج : إرجع أنت وسوف أبعث أنا برسالة إلى رئيس المحكمة في قفصة ، وبالفعل جاءت الرسالة