وهذا نص صريح في استخلافه على أمّته ، ولا يمكن للعاقل المنصف العادل إلاّ قبول هذا المعنى ، ورفض تأويل البعض المتكلَّف ، والحفاظ على كرامة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل الحفاظ على كرامة الصحابة ; لأنّ في تأويلهم هذا استخفاف واستهزاء بحكمة الرسول الذي يجمع حشود الناس في الحر الهجير الذي لا يطاق ليقول لهم بأنّ علي هو محبّ المؤمنين وناصرهم . وبماذا يُفسّر هؤلاء الذين يؤوّلون النصوص حفاظاً على كرامة كبرائهم وساداتهم موكب التهنئة الذي عقده له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبدأ بزوجاته أمهات المؤمنين ، وجاء أبو بكر وعمر يقولان : " بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة " والواقع والتاريخ يشهد أن المتأوّلين لكاذبون فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكتبون ، قال تعالى : ( وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [1] .