responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 555


كذلك نجد طلحة والزبير ومحمّد بن أبي بكر وغيرهم من مشاهير الصحابة والتابعين ، وقد حاصروه ومنعوه من شرب الماء ليجبروه على الاستقالة ، ويحدثنا المؤرخون أن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثته في مقابر المسلمين ، فدفن في ( حش كوكب ) بدون غسل ولا كفن [1] .



[1] من يراجع المصادر التاريخية يلحظ بوضوح أنّ الصحابة هم الذين ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان وألبوا الناس ضده ، ومن بعد ذلك قتلوه . ويلحظ وجود شخصيات كبيرة وبارزة شاركت في ذلك أمثال : عمار بن ياسر ( البداية والنهاية 7 : 122 ) ، وطلحة بن عبيد ( سير أعلام النبلاء 1 : 35 ) ، وعمرو ابن الحمق الخزاعي ( الإصابة 4 : 514 ) ، وعمرو بن بديل بن ورقاء ( الإصابة 4 : 499 ) ، وجبلة بن عمرو الساعدي ( الإصابة 1 : 566 ) ، بل بعضهم ممّن بايع بيعة الرضوان كالجهجاه الغفاري ( الإصابة 1 : 622 ) ، وعبد الرحمن بن عديس البلوي ( الإصابة 4 : 281 ) . فلا مجال لانكار هذه البديهية التاريخية وإلاّ لم يبق للحقيقة مجال ، وشاء لكُلّ شخص أن يقول ما يشاء . ونورد هنا باختصار حادثة مقتل عثمان والثورة عليه . إذا رجعنا إلى التاريخ نجد أن الخليفة عثمان يشهد على الصحابة بأنّهم المحرّضين ضده ، فلذلك يدعو عليهم بالشرّ ، قال الذهبي في السير في ترجمة عثمان بن عفان 3 : 184 : " لما نزل أهل مصر الجحفة ، وأتوا يعاتبون عثمان ، صعد عثمان المنبر فقال : جزاكم الله يا أصحاب محمّد عنّي شرّاً ، أذعتم السيئة وكتمتم الحسنة ، وأغريتم بي سفهاء الناس ؟ ! أيكم يذهب إلى هؤلاء القوم فيسألهم ما نقموا وما يريدون ؟ قال ذلك ثلاثاً ولا يجيبه أحد . . . فقام علي فقال : أنا . . فأتاهم فرحبوا به ، فقال : ما الذي نقمتم عليه ؟ قالوا : نقمنا عليه أنّه محا كتاب الله ، وحمى الحمى ، واستعمل أقرباءه ، وأعطى مروان مائة الف ، وتناول أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " . وقال في المصدر السابق 200 : " وقال الزبير بن بكار : حدثني محمّد بن الحسن ، قال : لما كثر الطعن على عثمان تنحى عليّ إلى ماله بينبع ، فكتب إليه عثمان : أما بعد ; فقد بلغ الحزام الطبين وخلف السيل الزبى ، وبلغ الأمر فوق قدره ، وطمع في الأمر من لا يدفع عن نفسه : فان كنت مأكولاً فكن خير آكل * وإلاّ فأدركني ولمّا أُمزق الطبي : موضع الثدي من الخيل " . وفي موضع آخر يشهد عثمان على أهل المدينة عامة بالكفر وفيهم صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقول الطبري في تاريخه 4 : 368 : " فلمّا رأى عثمان ما قد نزل به ، وما قد انبعث عليه من الناس ، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام : بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ; فإنّ أهل المدينة قد كفروا ! وأخلفوا الطاعة ! ونكثوا البيعة ; فابعث إليّ من قبلك من مقاتلة أهل الشام على كُلّ صعب وذلول . فلمّا جاء معاوية الكتاب تربص به ، وكره اظهار مخالفة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد علم اجتماعهم ، فلمّا أبطا أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز والي أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم ، ويذكر الخلفاء وما أمر الله عزّ وجلّ به من طاعتهم " . فهذه الكلمات من لسان عثمان بن عفان ، وهو يشهد بأنّ الصحابة هّم الذين ثاروا ضده وألبوا الناس عليه ، فلذلك تارة يدعو عليهم بالشرّ ، وأُخرى ينعتهم بالكفر ! ؟ وأما الروايات التي رواها الصحابة وهي تدل على أنّ الصحابة أنفسهم هم الذين قاموا على عثمان بن عفان حتّى قتلوه فهي ما أخرجه الطبري في تاريخه 4 : 367 : " . . . عن عبد الرحمن بن يسار أنّه قال : لمّا رأى الناس ما صنع عثمان كتب من المدينة من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى من بالآفاق منهم - وكانوا قد تفرقوا في الثغور - : إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ ، تطلبون دين محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّ دين محمّد قد أُفسد من خلفكم وترك ، فهلموا فأقيموا دين محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأقيلوا من كان أُفق حتّى قتلوه " . وفي المصدر السابق 369 : " . . وكتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ، ويحتجون ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبداً حتّى يقتلوه ، أو يعطيهم ما يلزمهم من حق الله . فلمّا خاف القتل شاور نصحاءه وأهل بيته ، فقال لهم : قد صنع القوم ما رأيتم فما المخرج ؟ فأشاروا عليه أن يرسل إلى علي بن أبي طالب فيطلب إليه أن يردهم عنه " . وقال الذهبي في السير في ترجمة عثمان 3 : 207 : " عن الزهري قلت لسعيد ابن المسيب : هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان ؟ قال : قتل مظلوماً ، ومن خذله كان معذوراً ، ومن قتله كان ظالماً ، وإنّه لما استخلف كره ذلك نفر من الصحابة ، لأنّه كان يحب قومه ويولّيهم ، فكان يكون منهم ما تنكره الصحابة فيستعتب فيهم ، فلا يعزلهم ، فلمّا كان في الست الحجيج الأواخر استأثر ببني عمّه فولاهم وما أشرك معهم ، فولى عبد الله بن أبي سرح مصر ، فمكث عليها ، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه . وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات إلى ابن مسعود وأبي ذر وعمار فحنق عليه قومهم ، فجاء المصريون يشكون ابن أبي سرح ، فكتب إليه يتهدده ، فأبى أن يقبل ، وضرب بعض من أتاه ممّن شكاه فقتله . فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل ، فنزلوا المسجد ، وشكوا إلى الصحابة ما صنع ابن أبي سرح بهم ، فقام طلحة فكلم عثمان بكلام شديد ، وأرسلت إليه عائشة تقول له : أنصفهم من عاملك ، ودخل عليه عليّ ، وكان متكلم القوم فقال : إنّما يسألونك رجلاً مكان رجل ، وقد ادعوا قبله دماً ، فاعزله ، واقض بينهم ! فقال : اختاروا رجلاً أُوَلِّه ! فأشار عليه بمحمّد بن أبي بكر ، فكتب عهده ، وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح ، فلمّا كان محمّد على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير مسرعاً ، فسألوه ، فقال : وجهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر ! فقالوا له : هذا عامل أهل مصر ، وجاؤوا به إلى محمّد بن أبي بكر وفتشوه فوجدوا أدواته تتقلقل ، فشقوها ، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح ، فجمع محمّد من عند من الصحابة ، ثمّ فك الكتاب ، فإذا فيه : إذا أتاك محمّد وفلان وفلان فاستحل قتلهم ، وأبطل كتابه ، وأثبت على عملك ! فلمّا قرؤوا الكتاب رجعوا إلى المدينة ، وجمعوا طلحة وعلياً والزبير وسعداً ، وفضوا الكتاب ، فلم يبق أحد إلاّ حنق على عثمان ، وزاد ذلك غضباً وحنقاً أعوان أبي ذر وابن مسعود وعمار " . وفي الكامل لابن الأثير 3 : 150 : " . . تكاتب نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغيرهم بعضهم إلى بعض : إن أقدموا فإنّ الجهاد عندنا ، وعظم الناس على عثمان ونالوا منه ، وليس أحد من الصحابة ينهى ولا يذب إلاّ نفر يسير " . وهناك صحابة مشهورون كان لهم الدور الكبير في التحريض على عثمان بن عفان نذكر عدداً منهم : 1 - عبد الرحمن بن عوف : قال الطبري في التاريخ 4 : 365 : " . . قدمت إبل من إبل الصدقة على عثمان ، فوهبها لبعض بني الحكم ، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف ، فأرسل إلى المسور بن مخرمة وإلى عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث فأخذها ، فقسمها عبد الرحمن في الناس وعثمان في الدار " . 2 - عمرو بن العاص : أخرج الطبري في تاريخه 4 : 366 : " عن أبي حبية قال : خطب عثمان الناس في أيّامه ، فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين ، إنّك قد ركبت نهابير وركبنا معك ، فتب نتب " . وفي تاريخ ابن عساكر 55 : 26 : " . . كتب عبد الله بن سعد إلى عثمان أنّ عمراً قد كسر عليّ الخراج ، وكتب عمرو بن العاص إلى عثمان أنّ عبد الله بن سعد قد كسر عليّ مكيدة الحرب ، فعزل عثمان عمرو بن العاص عن الجنّد والصلاة وولي ذلك عبد الله بن سعد مع الخراج ، فانصرف عمرو مغضباً فقدم المدينة ، فجعل يطعن على عثمان ويعيبه ، ودخل عليه يوماً وعليه جبّة له يمانية محشوة بقطن ، فقال له عثمان : ما حشو جبتك هذه يا عمرو ؟ قال : حشوها عمرو قال عثمان : قد علمت أن حشوها عمرو ولم أرد هذا يا بن النابغة ، ما أسرع قمل جربان جبتك ، وإنّما عهدك بالعمل عام أوّل تطعن عليّ وتأتيني بوجه وتذهب عنّي بآخر ؟ ! فقال عمرو : إنّ كثيراً مما ينقل الناس إلى ولاتهم باطل ! فقال عثمان : قد استعملتك على ضلعك . . فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقن عليه ، فجعل يؤلب عليه الناس ويحرضهم ، فلمّا حصر عثمان الحصر الأوّل خرج عمرو من المدينة حتّى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع ، فنزل في قصر يقال له العجلان ، فلمّا أتاه قتل عثمان قال : أنا أبو عبد الله إذا أحك قرحة نكأتها ، يعني : إنّي قتلته بتحريض عليه وأنا بالسبع . . " وذكره الطبري في تاريخه 4 : 356 . وأضاف : " قال : وخرج عمرو ودخل مروان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وقد بلغت مبلغاً يذكر عمرو بن العاص أباك ! قال : فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه ، يأتي عليّاً مرة فيؤلبه على عثمان ، ويأتي الزبير مرة فيؤلبه على عثمان ، ويأتي طلحة مرّة فيؤلبه على عثمان ، ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان ، فلما كان حصر عثمان الأوّل خرج من المدينة حتّى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع ، فنزل في قصر له يقال له العجلان وهو يقول : العجب ما يأتينا عن ابن عفان ؟ ! قال : فبينا هو جالس في قصره ذلك ومعه أبناه محمّد وعبد الله وسلامة بن روح الجذامي ، إذ مرّ بهم راكب ، فناداه عمرو : من أين قدم الرجل ؟ فقال : من المدينة ! قال : ما فعل الرجل ، يعني عثمان ؟ قال : تركته محصوراً شديد الحصر . قال عمرو : أنا أبو عبد الله ، قد يضرط العير والمكواة في النار ! فلم يبرح مجلسه ذلك حتّى مرّ به راكب آخر ، فناداه عمرو : ما فعل الرجل ، يعني عثمان ؟ قال : قتل . قال : أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها ، إن كنت لأحرضنّ عليه ، حتّى إنّي لأحرضن عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل . . " . وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 3 : 369 : " . . . وكان محمّد بن أبي حذيفة أشدّ الناس تأليباً على عثمان ، وكذلك كان عمرو بن العاص مذ عزله عن مصر ، يعمل حيلة في التأليب والطعن على عثمان . . " . 3 - جبلة بن عمرو الساعدي : قال الطبري في تاريخه 4 : 365 : " كان أوّل من اجترأ على عثمان بالمنطق السئ جبلة بن عمرو الساعدي ، مرّ به عثمان وهو جالس في ندى قومه ، وفي يد جبلة بن عمرو جامعة ، فلمّا مرّ عثمان سلم ، فرّد القوم ، فقال جبلة : لم تردون على رجل فعل كذا وكذا ؟ ! قال : ثمّ أقبل على عثمان فقال : والله لأطرحنّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركنّ بطانتك هذه ! قال عثمان : أيّ بطانة ؟ فوالله إنّي لأتخير الناس ! فقال : مروان تخيرته ! ومعاوية تخيرته ! وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته ! وعبد الله بن سعد تخيرته ! منهم من نزل القرآن بذمه ، وأباح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دمه " وقال ابن حجر في الإصابة 1 : 566 ت 1081 : " جبلة بن عمرو بن أوس بن عامر . . الساعدي الأنصاري . قال ابن السكن : شهد أحداً . . قال : وروي ابن شبة في اخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر أنهم لمّا أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي ، فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر فدفنوه به " . 4 - جهجاه الغفاري : قال ابن حجر في الإصابة 1 : 62 ت 1247 : " جهجاه بن سعيد وقيل : ابن قيس ، وقيل : ابن مسعود ، شهد بيعة الرضوان بالحديبية . . وعاش جهجاه إلى خلافة عثمان ، فروى البارودي من طريق الوليد بن مسلم ، عن مالك وغيره ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قدم جهجاه الغفاري إلى عثمان وهو على المنبر ، فأخذ عصاه فكسرها ، فما حال على جهجاه الحول حتّى ، أرسل الله في يده الأكلة فمات منها . ورواه ابن السكن من طريق سليمان بن بلال وعبد الله بن إدريس عن عبيد الله ابن عمر عن نافع بن عمر مثله . ورواه من طريق فليح بن سليمان عن عمته وأبيها وعمها أنّهما حضرا عثمان قال : فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاري حتّى أخذ القضيب من يده ، فوضعها على ركبته ، فكسرها ، فصاح به الناس ، ونزل عثمان فدخل داره ، ورمى الله الغفاري في ركبته ، فلم يحل عليه الحول حتّى مات " وراجع أيضاً إلى تاريخ دمشق 39 : 329 ، وتاريخ الطبري 4 : 367 ، وفتح الباري 6 : 148 ، المعارف لابن قتيبة : ص 323 . وفي تاريخ المدينة لابن شبة النميري 3 : 1111 : " عن هشام بن عروة عن أبيه قال : خرج عثمان ( رضي الله عنه ) من داره يوم جمعه ، عليه حلّة حبرة ، ومعه فأس من مواليه قد صفر لحيته ، فدخل المسجد فجذب الناس ثيابه يميناً وشمالاً ، وناداه بعضهم : يا نعثل ، وكان حليماً حيياً فلم يكلمهم حتّى صعد المنبر فشتموه فسكت حتّى سكتوا ، ثُمّ قال : أيّها الناس ، اسمعوا وأطيعوا ، فإنّ السامع المطيع لا حجّة عليه ، والسامع العاصي لا حجّة له ! فناداه بعضهم : أنت السامع العاصي . وقام جهجاه بن سعد الغفاري - وكان ممّن بايع تحت الشجرة - فقال : هلم إلى ما ندعوك إليه قال : وما هو ؟ قال : نحملك على مشارف جرباء ، ونلحقك بجبل الدخان . لست هناك لا أُم لك . وتناول جهجاه عصا كانت في يد عثمان ( رضي الله عنه ) ، وهي عصا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكسرها على ركبته ، ودخل عثمان داره ، وصلى بالناس يوم الجمعة سهل بن حنيف ، ووقعت في رجل جهجاه الآكلة " . 5 - عمار بن ياسر : قال ابن شبه النميري في تاريخ المدينة 3 : 1122 : " . . دعا عثمان ( رضي الله عنه ) عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - فقال : يا أبا اليقظان ، إنّ لك سابقة وقدماً ، وقد عرفك الناس بذلك ، وقد إستمرح أهل مصر واستعلى أمرهم وبينهم علي ، فأنا أحب أن أبعثك إليهم ، فتعتبهم من كلّ ما عتبوا ، وتضمن ذلك علي ، . . فخرج عمار إلى مصر وهو عاتب على عثمان ( رضي الله عنه ) ، فألب الناس عليه ، وأشعل أهل مصر على عثمان ( رضي الله عنه ) . . " . وفي المصدر السابق : " . . عن إبراهيم بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : بعثني أبي إلى عمار ( رضي الله عنه ) حين قدم من مصر وبلغه ما كان من أمره ، فأتيته فقام وليس عليه رداء ، وعليه قلنسوة من شعر معتم عليها بعمامة وسخة ، وعليه جبّة فرّاء يمانية ، فأقبل معي حتّى دخل على سعد ، فقال : يا أبا اليقظان ، إن كنت عندنا لمن أهل الفضل ، وكنت فينا مرجواً قبل هذا ، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد المسلمين ، والتأليب على أمير المؤمنين ؟ فأهوى عمار بعمامته فنزعها عن رأسه ! فقال : ويحك يا عمار ، أحين كبرت سنك ، ونفذ عمرك ، واقترب أجلك خلعت بيعة الإسلام من عنقك ، وخرجت من الدين عرياناً ؟ ! فقام عمار مغضباً وهو يقول : أعوذ بالله من الفتنة ! فقال سعد : ( إلاّ في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) ، إلاّ في الفتنة سقطت يا عمار " . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7 : 122 وهو يروي حادثة مقتل عثمان وقدوم المصريين عليه قال : " فلما اقتربوا من المدينة أمر عثمان علي بن أبي طالب أن يخرج إليهم ليردهم إلى بلادهم قبل أن يدخلوا المدينة ، ويقال بل ندب الناس إليهم جميعاً ، فانتدب علي ذلك فبعثه ، وخرج معه جماعة الأشراف وأمره أن يأخذ معه عمّار بن ياسر ، فقال علي لعمار ، فأبى عمار أنّ يخرج معه ، فبعث عثمان سعد بن أبي وقاص أن يذهب إلى عمّار ليحرضه على الخروج مع علي إليهم ، فأبى عمار كلّ الإباء ، وامتنع أشدّ الامتناع ، وكان متعصباً على عثمان بسبب تأديبه له فيما تقدم على أمر وضربه إياه في ذلك ، وذلك بسبب شتمه عبّاس بن عتبة بن أبي لهب ، فأدبهما عثمان ، فتآمر عمار عليه لذلك ، وجعل يحرض الناس عليه ، فنهاه سعد بن أبي وقاص عن ذلك ولامه عليه ، فلم يقع عنه ولم يرجع ولم ينزع " . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 : 416 : " وقد كان عمارٌ ينكر على عثمان أموراً ، لو كف عنها لأحسن ، فرضي الله عنهما " . وفي السير أيضاً 1 : 435 : " . . عن أبي الغادية ، قال سمعت عماراً يقع في عثمان يشتمه ، فتوعدته بالقتل . . " ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3 : 260 ، وتاريخ المدينة لابن شبه 3 : 1102 ، والإصابة 7 : 259 . 6 - طلحة بن عبيد : أخرج الحاكم في المستدرك 3 : 371 : " عن علقمة بن وقاص قال : لما خرج طلحة والزبير وعائشة لطلب دم عثمان - رضي الله عنهم - عرضوا من معهم بذات عرق ، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام فردوهما . قال : ورأيته وأحب المجالس إليه أخلاها ، وهو ضارب بلحيته على زوره ! فقلت : يا أبا محمّد ، إنّي أراك وأحب المجالس إليك أخلاها ، وإن كنت تكره هذا الأمر - ! فقال : يا علقمة ، لا تلمني ، كنا أمس - واحدة على من سوانا ، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنه كان منّي في أمر عثمان ممّا لا أرى كفارته إلاّ إن يسفك دمي في طلب دمه " وأخرجه الذهبي في السير 1 : 35 ، والسند صحيح ، والطبري في التاريخ 3 : 492 وعلق الذهبي على الرواية بعد ذكرها فقال : " قلت : كان منه في حق عثمان تمغفل وتأليب . . " . وأخرج ابن سعد في الطبقات 3 : 222 ، والذهبي في السير 1 : 35 عن طلحة قوله : " إنا داهنا في أمر عثمان ، فلا نجد اليوم أمثل من أن ينزل دماءنا فيه ، اللّهم خذ لعثمان منّي اليوم حتّى ترضى " . وقال ابن حجر في الإصابة 3 : 292 في ذكر قتل طلحة على يد مروان : " وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أنّ مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال : هذا أعان على عثمان ، فرماه بسهم في ركبته ، فما زال يسيح حتّى مات " . وفي سير أعلام النبلاء 1 : 36 بعد ذكر الكلام السابق قال مروان لأبان : " قد كفيناك بعض قتلة أبيك " وفي الكامل لابن الأثير 3 : 166 : " ولم يعد علي يعمل ما كان يعمل إلى أن منع عثمان الماء ، فقال علي لطلحة : أريد أن تدخل عليه الروايا ، وغضب غضباً شديداً حتّى دخلت الروايا على عثمان " . 7 - عمرو بن الحمق الخزاعي : قال ابن حجر في الإصابة 4 : 514 : " عمرو بن الحمق . . قال أبو عمر : سكن الشام ، ثمّ كان يسكن الكوفة ، ثمّ كان ممّن قام على عثمان مع أهلها ، وشهد مع علي حروبه . . " وقال الذهبي في كتابه الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة 2 : 75 : " عمرو بن الحمق الخزاعي صحابي . . قتل بالموصل سنة 51 بعثمان . . " . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 6 : 25 : " عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب . . صحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونزل الكوفة ، وشهد مع علي - رضي الله تعالى عنه - مشاهده ، وكان فيمن سار إلى عثمان ، وأعان على قتله ، ثُمّ قتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة " . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 65 : " عن جابر بن عبد الله : إنّ المصريين لما أقبلوا من مصر يريدون عثمان ، ونزلوا بذي خشب ، دعا عثمان محمّد بن مسلمة فقال : اذهب إليهم فأرددهم عنّي ، وأعطهم الرضى ، وأخبرهم أنّي فاعل بالأمور التي طلبوا ، ونازع عن كذا بالأمور التي تكلموا فيها ! فركب محمّد بن مسلمة إليهم إلى ذي خشب ، قال جابر : وأرسل معه عثمان خمسين راكباً من الأنصار أنا فيهم . وكان رؤسائهم أربعة : عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وسودان بن حمران المرادي ، وابن البياع ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، لقد كان الاسم غلب حتّى يقال : جيش عمرو بن الحمق . . " . وفي الطبقات الكبرى : " قال عبد الرحمن بن عبد العزيز : فسمعت أبي عون يقول : ضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فنحر لجنبه ، وضربه سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتلوا . أما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق ، فطعنه تسع طعنات وقال : أما ثلاث منهنّ فإنّي طعنتهن لله ، وأما ست فإنّي طعنت إياهنّ لما كان في صدري عليه " ، وكذلك في تاريخ مدينة دمشق 39 : 409 ، تاريخ المدينة لابن شبة 4 : 1233 ، وتاريخ الطبري 3 : 424 ، والبداية والنهاية لابن كثير 7 : 207 . 8 - عمير بن ضابئ : كسر ضلعين من أضلاع الخليفة عثمان بعد مقتله ، وقد عده ابن حجر العسقلاني هو وأبيه من الصحابة قال في الإصابة 3 : 403 ت 425 في ترجمة ضابئ بن الحارث : " . . له إدراك ، وجنى جناية في خلافة عثمان ، فحبسه ، فجاء ابنه عميرة بن ضابئ فأراد الفتك بعثمان ، ثمّ جبن عنه . . لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعين من أضلاعه ، فلمّا قدم الحجاج الكوفة أميراً ندب الناس إلى قتال الخوارج ، وأمر منادياً فنادى : من أقام بعد ثلاث قتل ، فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابئ ، وهو شيخ كبير ، فقال : إنّي لا حراك بي ولي ولد أشب منّي فاجزه بدلاً منّي ، فأجابه الحجاج لذلك ، فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص : هذا عمير بن ضابئ القائل كذا ، وأنشده الشعر ، فأمر به فضرب عنقه وكان الحجاج قال له : ما حملك على ما فعلت بعثمان ؟ قال : حبس أبي وهو شيخ كبير ! فقال : هلا بعثت أيّها الشيخ إلى عثمان بديلاً . . قلت : من يكون شيخاً في زمن عثمان ، ويكون له ابن شيخ كبير في أوّل ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة " وارجع إلى ترجمته في المصادر الأُخرى . 9 - عمرو بن بديل بن ورقاء : قال ابن حجر في الإصابة 4 : 499 ت 5792 : " عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، قال الطبراني : له صحبة ، وهو أحد من جاء مصر في أثر عثمان " . وقال الدكتور حسن فرحان المالكي في كتابه نحو إنقاذ التاريخ 148 في معرض كلامه عن الخارجين على عثمان : " كذلك نعرف لأبناء بديل بن ورقاء رضي الله عنهم صحبتهم ، وهم من الخارجين " أي على عثمان . وقال الطبري في تاريخه 3 : 402 : " . . وكان أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية ، لها رؤوس أربع مع كلّ رجل منهم لواء ، وكان اجماع أمرهم جميعاً إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . " . وقال ابن شبة النميري في تاريخه 4 : 1308 : " . . حدثني جهيم قال : أنا شاهد ، دخل عليه عمرو بن بديل الخزاعي والتجيبي يطعنه أحدهما بمشقص في أوداجه ، وعلاه الآخر بالسيف فقتلاه " . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7 : 191 : " ونشأ بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حربه والانكار عليه ، وكان عظم ذلك مسنداً إلى محمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، حتّى استنفروا نحواً من ستمائة راكب يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب لينكروا على عثمان فساروا إليه تحت أربع رفاق وأمر الجميع إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي . . " . 10 - كنانة بن بشر : قال ابن حجر في الإصابة 5 : 486 ت 7517 : " كنانة بن بشر بن غياث بن عوف ابن حارثة بن قتيرة . . . التجيبي . قال ابن يونس : شهد فتح مصر ، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممّن قتل عثمان ، وإنّما ذكرته لأنّ الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لأنّه له إدراكاً ، وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة " . وفي عمدة القارئ للعيني 5 : 231 قال : " . . وقال ابن وضاح : إمام الفتنة هو عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وهو الذي جلب على عثمان - رضي الله تعالى عنه - أهل مصر . وقال ابن الجوزي : وقد صلى كنانة بن بشر أحد رؤوس الخوارج بالناس - أيضاً - ، وكان هؤلاء لما هجموا على المدينة كان عثمان يخرج فيصلي بالناس شهراً ، ثُمّ خرج يوماً فحصبوه حتّى وقع على المنبر ولم يستطع الصلاة يومئذ ، فصلى بهم أبو إمامة بن سهل بن حنيف فمنعوه ، فصلى بهم عبد الرحمن بن عديس تارة ، وكنانة بن بشر تارة " . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 73 : " . . إنّ محمّد بن أبي بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق ، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة ، وهو يقرأ المصحف ، سورة البقرة ، فتقدمهم محمّد بن أبي بكر ، فأخذ بلحية عثمان ، فقال : قد أخزاك الله يا نعثل ! فقال عثمان : لست بنعثل ، ولكن عبد الله وأمير المؤمنين . فقال محمّد : ما أغنى عنك معاوية وفلان ؟ ! فقال عثمان : يا بن أخي ، دع عنك لحيتي ، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ! فقال محمّد : ما أريد بل أشدّ من قبضي على لحيتك ! فقال عثمان : استنصر الله عليك ، وأستعين به ، ثُمّ طعن جبينه بمشقص في يده ، ورفع كنانة بن بشر بن عتاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها أصل أذن عثمان ، فمضت حتّى دخلت في حلقه ثُمّ علاه بالسيف حتّى قتله " وارجع أيضاً إلى تاريخ ابن عساكر 39 : 409 ، والطبري 3 : 423 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 : 456 ، والبداية والنهاية لابن كثير 7 : 207 . 11 - جرول أو جرو بن مالك : قال في الإصابة 1 : 580 ت 1132 : " جرول أو جرو بن مالك بن عمر بن عويمر . . الأنصاري . ذكره ابن الكلبي ، وأن بسر بن أرطأة هدم دار ولده زرارة بن جرول بالمدينة لما غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي - رضي الله تعالى عنه - ، لأنّه كان ممّن أعان على عثمان . . . " . 12 - محمّد بن أبي حذيفة : قال ابن حجر في الإصابة 6 : 10 ت 7783 : " محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة . . ولد بأرض الحبشة ، وكان أبوه من السابقين الأولين ، وهو مشهور بكنيته . . وذكره الواقدي فيمن كان يكنى أبا القاسم واسمه محمّد من الصحابة واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة ، فضم عثمان محمّداً هذا إليه وربّاه ، فلمّا كبر واستخلف عثمان استأذنه في التوجه إلى مصر ، فأذن له ، فكان من أشدّ الناس تأليباً عليه . . وفي نسخة بن مالك فوثب محمّد بن أبي حذيفة على عقبة فأخرجه من مصر وذلك في شوال ، ودعا إلى خلع عثمان ، وأسعر البلاد وحرضّ الناس على عثمان . وأخرج من طريق الليثي عن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي : أن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على السنة أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الطعن على عثمان ، كان يأخذ الرواحل فيحصرها ثُمّ يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم ، فيجعلهم على ظهور بيت في الحر ، فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوحهم تلويح المسافر ، ثمّ يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة ، ثُمّ يرسلوا رسلاً يخبروا بقدومهم ، فيأمر بتلقيهم فإذا أتوا الناس قالوا لهم : ليس عندنا خبر الخبر في الكتب فيتلقاهم ابن أبي حذيفة ومعه الناس فيقول لهم الرسل : عليكم بالمسجد ، فيقرأ عليهم الكتب من أُمهات المؤمنين ; إنّا نشكوا إليكم يا أهل الإسلام كذا وكذا من الطعن على عثمان ، فيضج أهل المسجد بالبكاء . . وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أنّ عليّاً لما ولي الخلافة أقرّ محمّد بن أبي حذيفة على إمرة مصر ، ثمّ ولاها محمّد بن أبي بكر " . وارجع إلى الاستيعاب لابن عبد البرّ 3 : 1369 ، والطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 84 ، وتاريخ مدينة دمشق 29 : 41 ، وسير أعلام النبلاء للذهبي 3 : 480 ، والاعلام للزركلي 6 : 79 ، وأنساب الأشراف للبلاذري : 387 ، وتاريخ الطبري 3 : 341 ، والكامل في التاريخ لابن الأثير 3 : 118 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 : 53 ، الوافي بالوفيات للصفدي 2 : 243 . 13 - عبد الرحمن بن عديس البلوي : قال ابن حجر في الإصابة 4 : 281 ت 5179 : " عبد الرحمن بن عديس . . البلوي . قال ابن سعد : صحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وسمع منه ، وشهد فتح مصر ، وكان فيمن سار إلى عثمان . وقال ابن البرقي والبغوي وغيرهما : كان ممّن بايع تحت الشجرة . وقال ابن يونس : بايع تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر ، واختط بها ، وكان من الفرسان ، ثمّ كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان في الفتنة . . كان ابن عديس ممن أخره معاوية في الرهن ، فسجنه بفلسطين فهربوا من السجن ، فأدرك فارس ابن عديس ، فأراد قتله ، فقال له ابن عديس : ويحك اتقِ الله في دمي فإنّي من أصحاب الشجرة ؟ ! قال : الشجر بالجبل كثير فقتله . . " . وفي عمدة القارئ للعيني 5 : 231 : " . . وقال ابن وضاح : إمام الفتنة هو عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وهو الذي جلب على عثمان - رضي الله تعالى عنه - أهل مصر . . " . وارجع إلى الاستيعاب لابن عبد البرّ ، وتاريخ مدينة دمشق 12 : 253 ، تاريخ خليفة بن الخياط : 124 ، الثقات لابن حبان 2 : 256 ، اكمال الاكمال لابن ماكولا 7 : 44 ، أسد الغابة لابن الأثير 3 : 309 ، الاعلام للزركلي 3 : 316 ، تاريخ المدينة لابن شبة 3 : 1125 ، تاريخ الطبري 3 : 385 ، الكامل في التاريخ 3 : 161 ، تاريخ الإسلام للذهبي 3 : 438 ، البداية والنهاية لابن كثير 7 : 191 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 146 ق 1 . 14 - زاهر بن الأسود بن حجاج بن قيس الأسلمي : قال ابن حجر في الإصابة 2 : 451 ت 2784 : " كان من أصحاب الشجرة ، وسكن الكوفة . . قال محمّد بن إسحاق كان من أصحاب عمرو بن الحمق يعني لما كان بمصر . . " ، وذكر نحوه ابن سعد في الطبقات 4 : 319 ، وأسد الغابة لابن الأثير 2 : 192 ، وتهذيب التهذيب لابن حجر 3 : 363 . هذه بعض أسماء الصحابة الذين خرجوا على عثمان ، وهم من المشاهير المعروفين ، وبعضهم ممّن أيد خلافة عثمان بعد موت عمر وأوصله إلى سدة الخلافة ، وهو عبد الرحمن بن عوف . فإذن يثبت من كلام عثمان نفسه ، ومن كلمات الصحابة ، ومن تراجم بعضهم أنّ الذين ثأروا على الخليفة عثمان هم الصحابة ، فألبوا الناس ضده ، وحركوا المجتمع الإسلامي عليه سواء المدني أو الكوفي أو المصري ، وبعد ذلك اجتمعوا عليه إلى أن أردوه قتيلاً ، ونبذ في العراء ثلاثة أيّام يمنعون من دفنه والتقرب إليه حتّى استنجدوا بعلي ( عليه السلام ) ومن ثمّ أجازوهم دفنه لكن ليس في مقابر المسلمين ، بل في ( حش كوكب ) مقبرة اليهود . أخرج الطبري في تاريخه 4 : 412 عن أبي بشر العابدي قال : " نبذ عثمان ( رضي الله عنه ) ثلاثة أيّام لا يدفن ، ثمّ إنّ حكيم بن حزام القرشي ، ثمّ أحد بني أسد بن عبد العزى ، وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، كلّما علياً في دفنه ، وطلبا إليه أن يأذن لأهله في ذلك ، ففعل ، وأذن لهم ، فلمّا سمعوا بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة ، وخرج به ناس يسير من أهله ، وهم يريدون به حائطاً بالمدينة ، يقال له : حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلمّا خرج به على الناس رجموا سريره ، وهموا بطرحه ، فبلغ ذلك علياً ، فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفوه عنه ، ففعلوا ، فانطلق حتّى دفن ( رضي الله عنه ) في حش كوكب ، فلمّا ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بهدم ذلك الحائط حتّى أفضى به إلى البقيع ، فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتّى اتصل ذلك بمقابر المسلمين " . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7 : 135 : " كانت مدة حصار عثمان ( رضي الله عنه ) في داره أربعين يوماً على المشهور ، وقيل : كانت بضعاً وأربعين يوماً ، وقال الشعبي : كانت ثنتين وعشرين ليلة . . وأما موضع قبره فلا خلاف أنّه دفن في حش كوكب ، شرقي البقيع ، وقد بنى عليه زمن بني أمية قبة عظيمة ، وهي باقية إلى اليوم . وذكر الواقدي أنه لما وضع ليصلي عليه - عند مصلّى الجنائز - أراد بعض الأنصار أن يمنعهم من ذلك ، فقال أبو جهم بن حذيفة : ادفنوه فقد صلى الله وملائكته ، ثمّ قالوا : لا يدفن في البقيع ، ادفنوه وراء حائط ، فدفنوه شرقي البقيع تحت نخلاً هناك . . وقد اعتنى معاوية في أيّام إمارته بقبر عثمان ، رفع الجدار بينه وبين البقيع ، وأمرّ الناس إن يدفنوا موتاهم حوله حتّى اتصلت بمقابر المسلمين " . وفي الاستيعاب لأبي عمر 3 : 1047 قال : " لما قتل عثمان ( رضي الله عنه ) ألقي على المزبلة ثلاثة أيّام ، فلمّا كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلاً فيهم حويطب بن عبد العزى ، وحكيم بن حزام ، وعبد الله بن الزبير فاحتملوه ، فلمّا صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ، ناداهم قوم من بني مازن ; والله لأن دفنتموه هنا لنخبرن الناس غداً ، فاحتملوه ، وكان على باب ، وإن رأسه على الباب ليقول : طق طق ، حتّى صاروا به إلى حش كوكب ، فاحتفروا له . . " ، ومثله في تهذيب الكمال للمزي 19 : 457 . ومن شاء فليرجع إلى طبقات ابن سعد 3 : 77 ، أنساب الاشراف 83 ، الكامل لابن الأثير 3 : 180 ، صفة الصفوة 1 : 117 ، السيرة الحلبية 2 : 85 ، تاريخ الخميس 2 : 565 ، وفاء الوفاء للسمهودي 2 : 99 ، تاريخ مدينة دمشق 39 : 516 ، أُسد الغابة 1 : 75 ، الإصابة لابن حجر 1 : 566 ، معجم البلدان 2 : 262 ، تاريخ المدينة لابن شبة 1 : 112 . أما الصحابة الذين منعوا من دفن عثمان فهم : جبلة بن عمرو بن أوس ، أسلم بن بحيرة ، أسلم بن أوس الأنصاري . انظر ترجمتهم في كتب التراجم كالطبقات والإصابة والاستيعاب وأسد الغابة وغيرها . قال العلامة الأميني في الغدير 9 : 214 بعد ذكر حصر الخليفة عثمان ومقتله وموضع دفنه : " إنّ هاهنا صحيفة غامضة ، أقف تجاهها موقف السادر ، لا تطاوعني النفس على الركون إلى أيّ من شقي الاحتمال الذين يخالجان في الصدر ، وذلك : إنّ ما ارتكب من الخليفة من التضيق عليه ، وقتله بتلكم الصورة المشددة ، ثمّ ما نيل منه بعد القتل من المنع عن تجهيزه وتغسيله ودفنه والصلاة عليه ، والوقيعة فيه بالسباب المقذع ، وتحقيره برمي جنازته بالحجارة وكسر أضلاعه ، يستدعي أما فسق الصحابة أجمع ; فإنّهم كانوا بين مباشر لهاتيك الأحوال ، وبين خاذل للمودي به ، وبين مؤلب عليه ، إلى مثبط عنه ، إلى راض بما فعلوا ، إلى مجند لتلكم الأهوال ، وكان يرن في مسامعهم قوله تعالى : ( لاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ) ، وقوله تعالى : ( مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) ، وقوله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) . وما جاء في ذلك من السنة أكثر ، وما يؤثر عن نبي العظمة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من وجوب دفن موتى المؤمنين وتغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم ، وإنّ حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حيّاً ، فالقوم إن كانوا متعمدين في مخالفة هذه النصوص فهم فساق ، إن لم نقل إنّهم مراق عن الدين بخروجهم على الإمام المفترض طاعته . أو أنّ هذه الأحوال تستدعي انحراف الخليقة عن الطريق المثلى ، وأنّ القوم اعتقدوا بخروجه عن مصاديق تلكم الأوامر والنواهي المؤكدة التي تطابق عليها الكتاب والسنّة . وليس من السهل الهين النجوع إلى أيّ من طرفيّ التهديد . أمّا الصحابة فكُلّهم عدول عند القوم يركن إليهم ويحتج بأقوالهم وأفعالهم ، ويوثق بإيمانهم ، وقد كهربتهم صحبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأخرج درن نفوسهم ، وكان في المعمة منهم بقايا العشرة المبشرة كطلحة والزبير ، ولطلحة خاصّة فظاظات حول ذلك البلاد ، إلى أُناس آخرين من ذوي المآثر نظراء ; عمار بن ياسر ، ومالك الأشتر ، وعبد الله بن بديل ، وكان بين ظهرانيهم إمام المسلمين أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وهو المرموق يومئذ للخلافة ، وقد انثنت إليه الخناصر ، والأُمة أطوع له من الظل لذيله . افتراه والحالة هذه سكت عن تلكم الفظائع وهو مطل عليها من كثب وهو أعلم الناس بنواميس الشريعة ، وأهداهم إلى طريقها المهيع ، وهو يعلم أن من المحظور ارتكابها ؟ لاها الله . أو أنه ( عليه السلام ) أخذ الحياد في ذلك المأزق الحرج ، وهو مستبيح للحياد أو لمّا يعلمون به ؟ أنا لا أدري . وليس من المستطاع القول بأنّ معظم الصحابة ما كانوا عالمين بتلكم الوقائع ، أو أنّهم ما كانوا يحسبون أنّ الأمر يبلغ ذلك المبلغ ، أو أنّهم كانوا غير راضين بهاتيك الأحدوثة ، فإنّ الواقعة ما كانت مباغتة ولا غيلة حتّى يعزب عن أحد علمها ، فإنّ الحوار استدام أكثر من شهرين ، وطيلة هذه المدّة لم يكن طلبهم من الخليفة إلاّ الاقلاع عن أحداثه ، أو التنازل عن عرش الخلافة ، وكانوا يهددونه بالقتل إن لم يخضع لإحدى الطلبتين ، وكانت نعرات القوم في ذلك تتموج بها الفضاء ، وعقيرة عثمان في التوبة تارة وعدم التنازل أُخرى ، وتخويفهم بمغبات القتل ثالثة تتسرب في فجوات الجو ، فلو كان معظم الصحابة منحازين عن ذلك الرأي لكان في وسعهم تفريق الجمع بالقهر أو الموعظة ، لكن بالرغم عمّا يزعم عليهم لم يؤثر عن أحد منهم ما يثبت ذلك أو يقرّ به ، وما أسلفناه من الأحاديث الجمّة النامة عن معتقدات الصحابة في الخليفة وفي التوثب عليه تفند هذه المزعمة الفارغة ، إنّ لم نقل إنّها تثبت ما يعلمه الكُلّ من الاجماع على مقت الخليفة والتصافق على ما نقموا عليه والرضا بما نيل منه ، حتّى إنّ احداً لم يرو عنه أنه ساء نداء قاتله حين طاف بالمدينة ثلاثاً قائلاً : أنا قاتل نعثل " . وقال الباحث الإسلامي حسن فرحان المالكي في كتابه نحو انقاذ التاريخ الإسلامي 148 - 149 : " . . فالخارجون على عثمان أصناف كثيرة وليسوا متفقين في الأهداف ( تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ) ، مع جزمنا بأنّهم على باطل ، وأنّ عثمان ( رضي الله عنه ) على حق ، لكن في الوقت نفسه لعبد الرحمن بن عديس البلوي ( رضي الله عنه ) صحبته وبيعته تحت الشجرة ، وهو من الخارجين على عثمان ، ونعرف للأشتر مالك بن حارث النخعي حقه وتدينه وندمه وكراهيته لمقتل عثمان ، وهو من الخارجين ، لكنه أعتزل عنهم آخر الأمر ، فلم يكن من محاصري عثمان يوم مقتله وقد ندم ، كلّ هذا بأسانيد صحيحة وليس هنا مجال ذكرها ، كذلك نعرف لأبناء بديل بن ورقاء - رضي الله عنهم - صحبتهم ، وهم من الخارجين ، ونعرف لعمرو بن الحمق الخزاعي ( رضي الله عنه ) صحبته وهجرته ، وهو من الخارجين . والعجب فيمن يعذر معاوية في الخروج على علي ( رضي الله عنه ) ولا يعذر عبد الرحمن بن عديس البلوي في الخروج على عثمان - رضي الله عنهما - ؟ ! مع أنّ عبد الرحمن بن عديس أفضل من معاوية ، فهو من أصحاب بيعة الرضوان الذين شهد لهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالجنّة ، أما معاوية فلم يكن أسلم يومئذ ، ولا عمرو بن العاص ، ولا كلّ أهل الشام الذين حاربوا علياً بصفين ، فابن عديس خير منهم ، جميعاً ومع هذا نجد المؤرخين يتهمون ابن عديس - تبعاً لسيف بن عمر - بأنّه من السبئية ، سبحان الله ! ! أصحاب رسول الله سبئية ؟ ! أصحاب بيعة الرضوان سبئية ؟ ! " .

555

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست