ولو أردنا استقصاء الفضائل التي ذكرها النبي في عليّ ، والتي أخرجها علماؤنا معترفين بصحتها ; لاستوجب كتاباً خاصّاً ، فكيف يا ترى يتجاهل الصحابة هذه النصوص ويسبّون عليّاً وينصبون له العداء ويلعنونه فوق المنابر ، وكيف يقاتلونه ويقتلونه ؟ ! وإنّي أحاول عبثاً أن أجد مبرراً لهؤلاء ، فلا أجد غير حبّ الدنيا والتنافس فيها ، أو النفاق أو الارتداد والانقلاب على الأعقاب ، وأحاول - أيضاً - إلصاق هذه المسؤولية بحثالة الصحابة وبعض المنافقين ، ولكن للأسف الشديد أنّ هؤلاء معدودون من أكابرهم وأفاضلهم ومشاهيرهم ، فأوّل من هدد بحرق بيته - بمن فيه - هو عمر بن الخطاب ، وأوّل من حاربه هو طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأمثالهم كثيرون . وإنّ عجبي لكبير وسوف لن ينتهي ، كما يؤيّدني في ذلك كلّ مفكّر حرّ عاقل ، كيف يجمع علماء أهل السنّة والجماعة على عدالة الصحابة كافة ،