وقال : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " [1] . وقال : " علي ولي كلّ مؤمن بعدي " [2] .
[1] المستدرك للحاكم 3 : 126 وقال : " هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه " ، المعجم الكبير للطبراني 11 : 55 ، الجامع الصغير للسيوطي 1 : 415 ، وتاريخ الخطيب 11 : 50 وقال : " قال القاسم : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث ؟ فقال : هو صحيح " ، ونحوه تاريخ دمشق 42 : 380 . وقال السيد حسن السقاف في تحقيقه على كتابه تناقضات الألباني الواضحات 3 : 82 : " صح عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، صححه الحافظ يحيى بن معين كما في تاريخ بغداد ( تاريخ بغداد 11 / 49 ) ، والإمام الحافظ ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند سيدنا علي ( ص 104 حديث 8 ) ، والحافظ العلائي في النقد الصحيح ، والحافظ ابن حجر ، والحافظ السيوطي كما في اللآلي المصنوعة 1 / 334 ، والحافظ السخاوي كما في المقاصد الحسنة " . [2] المصنف لابن أبي شيبة 7 : 504 ح 58 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 132 ، السنة لابن أبي عاصم : 559 ح 1187 وقال محقق الكتاب محمّد ناصر الدين الألباني : " اسناده صحيح ورجاله ثقات على شرط مسلم ، والحديث أخرجه الترمذي 2 : 297 ، وابن حبان : 2203 ، والحاكم 3 : 110 - 111 ، وأحمد 4 : 437 وقال الترمذي : حديث حسن غريب ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم وأقرّه الذهبي . . . " . وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني 5 : 261 ح 2223 قال : " ما تريدون من علي ؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي " . أخرجه الترمذي ( 3713 ) ، والنسائي في الخصائص ( ص 13 و 16 و 17 ) ، وابن حبّان ( 2203 ) ، والحاكم ( 3 / 110 ) ، والطيالسي في مسنده ( 829 ) ، واحمد ( 4 / 437 - 438 ) ، وابن عدي في الكامل ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن يزيد الرشد عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال : " بعث رسول الله جيشاً ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : إن لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسلموا عليه ، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السرية سلّموا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثُمّ قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والغضب يعرف في وجهه فقال . . . " فذكره . وقال الترمذي : " حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلاّ من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : وهو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك سائر رجاله ، ولذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " وأقرّه الذهبي . وللحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعثتين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب . . فذكر القصة بنحو ما تقدم وفي آخره : " لا تقع فيّ علي فإنه منِّي وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " ، أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : وإسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح ، وهو ابن عبد الله الكندي مختلف فيه ، وفي التقريب : " صدوق شيعي " . فان قال قائل : راوي هذا الشاهد الشيعي ، وكذلك في سند المشهور له شيعي آخر ، وهو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلة فيه ؟ ! فأقول : كلا ; لأنّ العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ ، أما المذهب فهو بينه وبين ربّه ، فهو حسبه ، ولذلك نجد صاحبي الصحيحين وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم ، وهذا هو المثال بين أيدينا ; فقد صحح الحديث ابن حبّان كما رأيت ، مع أنّه قال في رواية جعفر في كتابه مشاهير علماء الأمصار ( 159 / 1263 ) : " كان يتشيع ويغلو فيه " ، بل إنّه قال في ثقاته ( 6 / 140 ) : " كان يبغض الشيخين " . وهذا وإن كنت في شكّ من ثبوته عنه ، فإنّ ممّا لا ريب فيه أنّه شيعي ، لاجماعهم على ذلك ، ولا يلزم من التشيع بغض الشيخين - رضي الله عنهما - ، وإنّما مجرد التفضيل . والاسناد الذي ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما فيه جرير بن يزيد بن هارون ، ولم أجد له ترجمة ولا وقفت على اسناد آخر بذلك إليه ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقب ذاك التصريح : " وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ، ولم يكن بداعية إلى مذهبه ، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ، ولم يكن يدعو إليها ، أن الاحتجاج بأخباره جائز " . على أنّ الحديث قد جاء مفرقاً من طرق أُخرى ليس فيها شيعي . أما قوله : " إنّ عليّاً مني وأنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " ( 2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي وزيد وجعفر في ابنة حمزة ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( رضي الله عنه ) : " أنت مني وأنا منك " . وروي من حديث حبشي بن جنادة ، وقد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . وأما قوله : " وهو ولي كلّ مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس ، فقال الطيالسي ( 2752 ) : حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي : " أنت ولي كلّ مؤمن بعدي " . وأخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) ، ومن طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) ، وقال : " صحيح الإسناد " ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا . وهو بمعنى قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه . . " ، وقد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم ( 1750 ) . فمن العجيب حقاً أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في " منهاج السنة " ( 4 / 104 ) ، كما فعل بالحديث المتقدم هناك . . " .