responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 338


كما يعرف الإمام علي حقّ سيدنا عمر الذي أعزّ الله به الإسلام ، وسمّاه رسول الله بالفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل [1] .
كما يعرف حقّ سيّدنا عثمان الذي استحت منه ملائكة الرحمن ، والذي جهّز جيش العسرة ، وسمّاه رسول الله بذي النورين [2] .



[1] لا يوجد أي دليل على أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) سمّى عمر بالفاروق ، بل هي أغلوطة سنيّة زورقتها السياسية وطعمها الوله بابن الخطاب ، صاحب الغلظة الشديدة ، والأخلاق الهمجية ، حتّى وصفه ابن أبي الحديد بقوله : " شديد الغلظة ، وعر الجانب ، خشن الملمس ، دائم العبوس . . " شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 227 . وقال المغيرة واصفاً عمر : " كان ممّا تميز به عمر . . عنه الرعب ، إنّ النساء كانوا يفرقونه " تاريخ المدينة لابن شيبة 2 : 680 . وفي مصنف ابن شيبة 7 : 485 : " لمّا حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر ليستخلفه قال : فقال الناس : أتستخلف علينا فظاً غليظاً ، فلو ملكنا كان أفظ وأغلظ ، ماذا تقول لربّك وقد استخلفته علينا " ؟ ! وفي تاريخ الطبري 3 : 286 وغيره يتحدث عمر عن نفسه فيقول : " لا إله إلاّ الله العظيم العلي ، المعطي ما شاء من شاء ، كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف ، وكان فظاً يتعبني إذا عملت ، ويضربني إذا قصرت . . " . فمن هذه ، صفاته وأخلاقه ، وهذا حاله في حله وترحاله ، وقبل خلافته وبعدها ، كيف يكون فاروقاً ، بل الأولى أنّ يسمّى بغير تلك الأسماء المصطنعة . والأسى كُلّ الأسى على ضعاف المسلمين وعامتهم كيف يتلاعب بهم من قبل خطباء المساجد وغيرهم بذكر هذه الأوصاف المصطنعة لمن بعد عن أنّ يتسم بجزء منها .
[2] لم ترد هذه التسمية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنما جاءت في كلماتهم لأنه تزوج بنتي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهما ليسا نورين كما يعبر عنهما ، إذ لم يرد شيء في حقهما من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كونهما نورين . أضف إلى ذلك فإنّ علماء السنة يصّرحون بأفضلية فاطمة الزهراء على عموم بنات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومع ذلك لم يسموها بالنور أو غير ذلك ، بل حاولوا الطعن في الروايات الواردة بحقّها . ولم يكن عثمان بن عفان باراً ببنات النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، ففي مسند أحمد 3 : 229 عن أنس قال : " إنّ رقية - رضي الله عنها - لمّا ماتت قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - : لا يدخل القبر رجل قارف أهله ، فلم يدخل عثمان " ، المستدرك على الصحيحين 4 : 47 وصححه ، مجمع الزوائد 3 : 43 وقال : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " . قال ابن بطال في الروض الآنف 2 : 107 نقلاً عن الغدير 3 : 24 : " أراد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّ يحرم عثمان النزول في قبرها ، وقد كان أحقّ الناس بذلك ; لأنّه كان بعلها ، وفقد منها علقاً لا عوض منه ; لاُنّه حين قال عليه السلام : أيكم لم يقارف الليلة ؟ ! سكت عثمان ولم يقل : أنا ; لأنّه قد قارف ليلة مات بعض نسائه ، ولم يشغله الهمّ بالمصيبة وانقطاع صهره من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عن المقارفة ، فحرم بذلك ما كان حقاً له ، وكان أولى به من أبي طلحة وغيره . وهذا بيّن في معنى الحديث ، ولعل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قد كان علم ذلك بالوحي فلم يقلّ له شيئاً ، لأنّه فعل فعلاً حلالاً ، غير أنّ المصيبة لم تبلغ منه مبلغاً يشغله حتّى حرم ما حرم من ذلك بتعريض غير صريح " . وقال ابن حبيب : " إنّ السرّ في إيثار أبي طلحة على عثمان أنّ عثمان كان قد جامع بعض جواريه في تلك الليلة ، فتلطف ( صلى الله عليه وآله ) في منعه النزول في قبر زوجته بغير تصريح " فتح الباري 3 : 127 . قال العلاّمة الأميني في الغدير 8 : 232 : " لا شكّ في أنّه أمر استحق من جرائه عثمان الحرمان من النزول في قبر زوجته ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان أولى الناس بها ، والمسلمون كلهم كانوا يعلمون ذلك ، لكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الداعي إلى الستر على المؤمنين والاغضاء عن العيوب ، الناهي عن إشاعة الفحشاء في الكتاب الكريم ، والمانع عن التجسس عمّا يقع في الخلوات ، المبعوث لاعزاز أهل الدين ، حاشاه وما ينطق عن الهوى إنّ هو إلاّ وحي يوحى أنّ يستثني مورداً واحداً تلوح بأمر عظيم حرم لأجله عثمان من الحظوة بالنزول في قبر حليلته أو معقد شرفه بصهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وواسطة مفخره بها بتلك الصلة ، فوق المسلمون ذلك المقتضي بالطبع الأوّل . وهذا المانع من المقارفة المختلف في تفسيرها ، فإن كان ذنباً أثر في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ حط برتبته بما قلناه ولو كانت صغيرة وهي غير ظاهرة تسترها ، لكنها ولا كرامة لمقترفها ، فان كانت سيئة هذا شأنها فلا خير فيمن يجترح السيئات . وإنّ أريد مقارفة النساء على الوجه المحلل فهي من منافيات المروءة ، ومن لوازم الفظاظة والغلظة ، فأي إنسان تحيد له نفسه التمتع بالجواري في أعظم ليلة عليه هي ليلة تصرم مسجده ، وانقطاع فخره ، وانفصام عرى شرفه ، فكيف هان ذلك على الخليفة ، فلم يراع حرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واستهان تلك المصيبة العظيمة فتلذذ بالرفث إلى جارية . . " . فلا نور لعثمان بن عفان على فرض وجوده لرقية سلام الله عليها ; لأنّه لم يحترمها ولم يحترم أبيها حتّى ذهب وجامع جارية وزوجته مسجاة أمامه ، جسد ملقى ، بعد سويعات تنزل في قبرها ، وتلحد في ملحودتها ، فلو كان تماماً هو الصحيح فذهب وضاجع واستأنس بجارية ، مع مصيّبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بابنته .

338

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست