وبدون تفكير قلت : هذا أقرب طبعاً ، ولكن لماذا نحن لا نعرفه ولا نسمع بذكره ؟ قال : هذا هو بيت القصيد ، ولذلك قلت : بأنّكم - واسمح لي أن أعيدها - تركتم اللّب وتمسّكتم بالقشور ، فلا تؤاخذني وأرجوك المعذرة . كنّا نتحدّث ونمشي ونتوقّف من حين لآخر حتّى وصلنا إلى منتدى علمي يجلس فيه الطلبة والأساتذة ويتبادلون الآراء والنظريات ، هناك جلسنا وكان يبحث بعينيه في الجالسين وكأنّه على موعد مع أحدهم . جاء أحد الوافدين وسلّم علينا ، وفهمت أنّه زميله في الجامعة ، وسأله عن شخص علمت من الأجوبة أنّه دكتور وسيأتي عمّا قريب ، في الأثناء . قال لي صديقي : أنا جئت بك إلى هذا المكان قاصداً أن أعرّفك بالدكتور المتخصص في الأبحاث التاريخية ، وهو أُستاذ التاريخ في جامعة بغداد ، وقد حصل على الدكتوراه في أطروحته التي كتبها عن عبد القادر الجيلاني ، وسوف ينفعك بحول الله ، لأنني لست مختصّاً في التاريخ . شربنا بعض العصير البارد حتّى وصل الدكتور ، ونهض إليه صديقي