نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 9
أبو سعيد الخدري فشهد له عند عمر ، فقال عمر : خفي علي هذا من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ألهاني الصفق بالأسواق ! [1] . فهذه سنة مشهورة كان يتعلمها أصاغر القوم ، وقد خفيت عليه . . وكذا غاب عنه حكم السقط ، حتى أخبره المغيرة ومحمد بن مسلمة بقضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [2] ، وغير ذلك أيضا . فهذه نافذة مطلة على حقيقة واقعة ، وهي أن الصحابي ليس بوسعه أن يحيط بجميع السنة ، أقوال النبي وأفعاله وتقريراته ، فمنها ما يغيب عنه ، فلا يشهده ، ولا يسمع به بعد ذلك إلا في نازلة كهذه . وأيضا فهم في ما يشهدونه على تفاوت كبير في الحفظ والوعي : قال البراء بن عازب : ما كل الحديث سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يحدثنا أصحابنا ، وكنا مشتغلين في رعاية الإبل [3] . وقال مسروق - التابعي - : جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا كالإخاذ [4] ذ . ، الإخاذة تروي الراكب ، والإخاذة تروي الراكبين ، والإخاذة لو نزل بها أهل الأرض لأصدرتهم ، وإن عبد الله - يعني ابن مسعود - من تلك الإخاذ [5] . . . ومسروق أيضا قال : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت
[1] صحيح البخاري - الاعتصام بالكتاب والسنة - باب 22 ح 6920 ، تذكرة الحفاظ 1 / 6 . [2] صحيح البخاري - الاعتصام بالكتاب والسنة - باب 13 ح 6887 ، تذكرة الحفاظ 1 / 7 - 8 . [3] المستدرك ، وتلخيصه 1 / 326 . [4] الإخاذ : واحدها إخاذة ، وهي الغدير . [5] الطبقات الكبرى 2 / 343 .
9
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 9