نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 98
لقد حاولوا أن يلفتوا انتباه الخليفة الثاني الذي كان شديدا في الأخذ لبيعة أبي بكر ولكنه كان في كامل وعيه وهو ينوي الاحراق وإشعال النار في بيت بنت المصطفى ، لقد نظم الشاعر حافظ إبراهيم الحادثة قائلا : وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أكرم بملقيها أحرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها من كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها لقد استقبلتهم الزهراء ( ع ) من وراء الباب صارخة إلى أين يا بن الخطاب ؟ أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم [1] . لم يكن أمام القوم إلا الخلافة ، فاقتحموا تلك الدار وأدخلوا فيها الرجال . يقول اليعقوبي " وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله ، فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار " [2] . لا أدري كيف طاوعتهم أنفسهم لهتك ستر هذه الدار التي كان الرسول يقبض حلقتها عند كل صلاة صائحا " الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " [3] . من أين أتتهم الجرأة لكشف ذلك البيت الذي كان يخرج رسول الله في أسفاره منه ثم يكون أول محطة له عند عودته . هذا البيت الذي كان يقدسه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويأمر الناس بتقديسه . . ولكنها الخلافة . . الرئاسة . . . الملك . لقد أغلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كل الأبواب التي كانت تفتح على مسجده إلا باب هذا البيت . . فكيف يكون هو نفسه هدف الهجوم من
[1] - تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 164 . [2] - تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 126 . [3] - المستدرك للحاكم ج 3 ص 158 ، مسند أحمد بن حنبل تفسير الطبري ، شواهد التنزيل وغيرها من المصادر .
98
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 98