نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 11
كتبت عليها أدعية وآيات قرآنية للعلاج تسمى ( محاية ) لشرب مائها أو التبخر بها فصرت أفعل مثله وأمسك الورقة والقلم وأكتب عليها أحرفا غير مفهومة وأعطيها لإخواني إذا اشتكى أحدهم مرضا . دخلت المدرسة وكان ترتيبي الأول دوما وطيلة بقائي في هذه القرية وكانت تكتمل فرحتي عندما أرى أثر السعادة في وجه والدي فأسرع إليهما كل مرة بالبشرى . وأبي يشجعني للمحافظة على هذا المستوى دون الوصول إلى الغرور مع تحذيره الدائم من حسد الآخرين والإصابة بالعين . كنت قد بلغت التاسعة من عمري حين مرض والدي مرضا شديدا نقل على أثره إلى مدينة بورتسودان للعلاج هناك تصحبه أمي . حينها شعرت بفراغ كبير . . لقد فقدت شيئا عظيما داخل قلبي . كما افتقده بيتنا ، فوهج نوره ووجوده كان يملأ البيت كأي رب أسرة يفيض بعاطفته على أهله وأولاده فيكسوهم بحنانه . . . بات إخوتي وأهل القرية جميعا ، يترقبون العودة . . يعدون الليالي والأيام . وبعد فترة ترقب وانتظار . . . جاءنا الخبر يحمله عمي شقيق أبي . . لقد انطفأ ذلك السراج المضئ وانقلب بيتنا إلى بيت حزن يضج بالبكاء والنحيب وتوافدت جموع المعزين من أهل القرية بسرعة غريبة وتجمهروا أمام البيت . كنت مذهولا وكلما اقترب منا شخص يزداد نحيبا ويضمني وأخي الصغير إليه . . لم نبق كثيرا في مسمار بعد وفاة الوالد وانتقلنا إلى منطقتنا الأصلية " الكربة " وهنا أتممت دراستي الابتدائية ، ثم انتقلنا إلى مدينة بورتسودان لظروف الدراسة والمعيشة فإخوتي بعضهم يعمل وبعضهم يدرس في المدارس فكان لا بد من الانتقال إلى مدينة تتوافر فيها مقومات هذه الأمور . بدأت في بورتسودان مرحلة جديدة من حياتي بين صخب المدينة وأجوائها التي
11
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 11