نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 74
البيعة ، وعن الأحزاب ، وعن حزب الله ، وحزب الشيطان ، وعن الأمة . . . الخ وكل هذه الأمور من لوازم نظام الحكم وضرورات وجوده ، ولكن القرآن الكريم لم يبين كل ذلك ولا فصله تفصيلا ، إنما ذكر هذه الأمور كأصول ومبادئ عامة ، تاركا للرسول الأعظم مهمة بيان وتفصيل تلك المبادئ والأصول على ضوء توجيهات الوحي الإلهي ، وكل في حينه ، تماما كما فعل بالصلاة وهي عماد الدين ، وبالزكاة ، والحج . . . الخ فقد اكتفى القرآن الكريم بذكر الأصول والمبادئ ، وترك للرسول البيان والتفصيل ، فالقرآن الكريم كدستور ليس معنيا بالتفصيلات ، فأكثر التفصيلات قد أحالها القرآن الكريم على رسول الله بوصفه المختص والمؤهل لبيان ما أنزل الله ، ولكن الرسول لا يبين ولا يفصل إلا وفق التوجيهات الإلهية ، فهو يتبع تماما ما يوحى إليه من ربه . فالذين يرفضون بيان الرسول وتفصيله المتعلق بنظام الحكم مثلا تماما كالذين يرفضون بيان الرسول وتفصيله المتعلق في أمور الصلاة والزكاة والحج . . الخ وهم منحرفون حسب الموازين الإلهية ، وقد اضطرهم هذا الانحراف والتمادي فيه إلى القول بعصمة الرسول في العبادات وفي ما يتلقاه من القرآن بالوحي ، وعدم عصمته في الأمور الأخرى ، وقد افتعلوا هذا التقسيم ليبرروا خروجهم على الشرعية الإلهية ، ورفضهم لبيان النبي في ما أنزل الله ، لذلك قالوا باحتمال صدور الخطأ من الرسول ومجانبته للصواب - والعياذ بالله - في ما هو خارج عن دائرة العبادات ! ! ! وهذا الزعم الفاسد يتعارض مع صريح القرآن ، ومع طبيعته ، وطبيعة الرسالة الإسلامية ، وقد تمخضت عنه عقول الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، وانحصر همتهم بتبرير مفاسد التاريخ وفضائحه ولو على حساب هدم الدين نفسه فوق رؤوس معتنقيه . وما يعنينا هو التأكيد أن القرآن الكريم قد أعار نظام الحكم وبالتحديد خلافة الرسول عناية فائقة ، من خلال الأصول والمبادئ العامة التي كرسها ومن خلال تكليفه لرسول الله ببيانها وتفصيلها وتطبيقها من خلال سنته المباركة
74
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 74