responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 385


ولكن رواه مسلمون ! ! وهنالك احتمال أن يكون صحيحا كله أو بعضه ثم إن الأمانة تقضي أن يكتبوا ما يرويه المسلمون عن رسول الله ، كان دورهم مقتصرا على كتابة وتدوين ما يروى من سنة الرسول ، حسب زعم الرواة ! !
كان لبعض العلماء موازينهم الخاصة للصحة التي يزنون بها الأحاديث التي يكتبونها ، ومع هذا كانوا يحفظون أو يحتفظون بالأحاديث التي يعتقدون أنها غير صحيحة .
وكان البعض من العلماء يحذفون من هذه المرويات ما يرونه مناسبا ، مثال على ذلك فقد روى نصر بن مزاحم في كتابه " صفين " ، والمسعودي في كتابه " مروج الذهب " النص الكامل لرسالة محمد بن أبي بكر لمعاوية التي أبرزت بعض فضائل الإمام علي ، وجانبا من تاريخ معاوية المظلم ، وبعض إساءات الخلفاء للإمام علي ، إلا أن الطبري قد حذف الجزء الأعظم من مضامين هذه الرسالة ، معللا ذلك بأن العامة لا تحتمل سماع ما حذفه ، وجاء من بعده ابن كثير فذكر رسالة محمد بن أبي بكر ، ولم يشر إلى كلمة مما ورد فيها واكتفى بالقول بأن " فيه غلظة " [1] وأحيانا كانوا يبدلون كلمة بكلمة ، فالطبري وابن الأثير أبدلا كلمتي " وصيي وخليفتي الواردتين في حديث رسول الله بقولهما " كذا وكذا " [2] .
بعد أن جمع العلماء هذا الكم الهائل من الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله ودونوها في كتب خاصة ، أنصب هدفهم على معرفة الصحيح من غير الصحيح ، وما صدر عن الرسول بالفعل ، وما تقوله الرواة عليه ! ! كانت هذه هي المشكلة الكبرى التي واجهت العلماء خاصة ، والمسلمين عامة ، وما زالت تواجههم إلى اليوم لأن الموازين التي وضعها العلماء كانت ثمرة معارف واجتهادات شخصية ، تأثرت حتما بميول العلماء وثقافاتهم وتربيتهم



[1] البداية والنهاية لابن الأثير ج 7 ص 312 .
[2] معالم المدرستين ج 1 ص 246 .

385

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست