نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 370
بعد سقوط الدولة الأموية ، قامت على أنقاضها الدولة العباسية التي وجدت الباب مفتوحا للكتابة والرواية والتدوين والتأليف ووجدت القبول العام بذلك كله ، وكان على رأس الدولة العباسية أبو جعفر المنصور ، وهو عالم فذ وفق موازين عصره ، فاستنهض علماء زمانه ، فدونوا المحفوظ بالصدور ، ورتبوا ما وصل إليهم من الصحف ، وجمعوا الحديث والفقه ، وأمدهم بما يحتاجونه ، ولم يكتف بذلك بل كلف العلماء والمترجمين بأن ينقلوا له علوم الأمم الأخرى ويترجمونها من اليونانية والسريانية والفارسية إلى اللغة العربية ، فانتشرت سريعا كتب الحديث والتفسير والفقه والسياسة والحكمة والطب والفلك والتنجيم والفلسفة والمنطق والتاريخ والأيام وغيرها ، واستقرت مهنة الكتابة والتأليف ، ثم أخذت تتطور تطورا نوعيا شاملا وفي كل فرع من فروع العلوم حتى وصلت للأفضل . كتابة سنة الرسول ومراحل تطورها كانت كتابة سنة الرسول هي السبب المباشر لفتح باب الكتابة والتدوين ، فمع إباحة كتابة وتدوين سنة الرسول ، أبيحت كتابة وتدوين كل العلوم ، وقد مرت كتابة سنة الرسول بالأطوار والمراحل نفسها التي مرت بها أكثر العلوم ، ففي البداية كانت نصوص سنة الرسول تكتب في صحيفة واحدة ، مع التفسير والفقه واللغة ، لأن الكتابة كانت انعكاسا لمجالس العلم التي تتطرق لأمور مختلفة في مجلس واحد ، ثم نمت هذه الصحف وبنموها نمت " الكمية " المكتوبة فيها من سنة الرسول ، ثم خطرت ببال البعض فكرة تخصيص صحف خاصة لسنة الرسول ، وكانت هذه الصحف تشتمل على حديث الرسول وأقوال الصحابة ، وفتاوى التابعين . في بداية القرن الثالث الهجري وجد شكل آخر لتدوين سنة الرسول ، وهو تدوين حديث الرسول وحده ، دون أن تدون فيه أقوال الصحابة أو فتاوى التابعين ، فظهرت المسانيد كمسند العبسي الكوفي ، ومسند البصري ، ومسند
370
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 370