نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 368
أسماعها وقلوبها كانت مغلقة دون الإمام ، وبعد عشرات السنين صار الناس يتذاكرون بمثل هذه المناشدات صحيح أن فترة حكم الإمام كانت مشعلا مضيئا وسط ليل بهيم في هذه الناحية ، وصحيح أيضا أن الإمام الحسن ، والإمام الحسين ، والإمام علي بن الحسين ، والإمام محمد بن علي ، ومن وإلى أهل بيت النبوة قد ساروا على نهج الإمام علي الهادف لتدوين سنة الرسول ونشرها ، وتدوين العلوم قاطبة ، وصحيح أيضا أنه كان هذا الجهد الدؤوب المتواصل آثاره ، ولكن هذه الآثار كانت مقتصرة على الخواص أما العوام وهم الأكثرية الساحقة من الأمة ، فلم يكن لهذا الجهد الدؤوب المخلص أثر يذكر عليهم ! ! ! لقد وضع عمر بن عبد العزيز حجر أساس التأثير على الأكثرية الساحقة من الأمة ، واجتاز حاجز الخوف ، وتبني وبكل رجولة قرارا حكوميا مخالفا بالكامل ومناقضا لسنة الخلفاء الراشدين ! ! ولم يتكتم على هذا القرار بل أعلنه ، ودافع عنه ، فظهر بصورة القرار المنطقي الصادر عن الدولة لغايات التنفيذ فاختلط الدفاع عن القرار بالدفاع عن هيبة الدولة ، وهذا ما سهل على الخلفاء اللاحقين مهمة إكراه الأغلبية على قبوله بسطوة الدولة وقوتها ونفوذها لأن الأغلبية لا تفهم غير لغة الإكراه والتغلب ، صحيح أن الأكثرية قد احتاجت لمدة ثلاثين سنة حتى تستوعب القرار ، لكن آلية الدولة أكرهتها على الدخول من هذا الباب الذي فتحه عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فلولاه لبقي هذا الباب مغلقا مئات السنين ، وربما إلى يومنا هذا ، لأن سنة الخلفاء المتعلقة بهذا الأمر قد اختلطت بالدين والتاريخ والممارسة العملية ، وتحولت إلى عادة استقرت في النفوس ولكنها ليست كأية عادة ! ! لقد صارت عبادة بالفعل . صحيح أن قرار منع كتابة ورواية سنة الرسول ، ومنع كتابة العلوم وتدوينها وكراهية الكتب ، قرار ليس له سند حقيقي من العقل أو الشرع أو
368
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 368