responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 306


أعقابهم ، . . . الخ فلو فتحوا باب الرواية لاكتشف المسلمون سريعا بأن كل شئ ليس في محله الشرعي ، ولوقع الخلاف وانهارت دولتهم ، ولتهدم كل ما بنوه ولخسروا الدنيا والآخرة ، لذلك أرعبتهم سنة الرسول ، وخافوا منها ، لذلك صمموا أن يحرقوا المكتوب منها ، وأن يمنعوا المسلمين من أن يحدثوا شيئا عن رسول الهل ، حتى لا يحدثوا في الأمور التي يخشاها الخلفاء وأعوانهم .
كان صعبا على الخليفتين أن يقولا : لا تحدثوا عن سنة الرسول المتعلقة بالرئاسة وبأهل البيت وبالمنافقين ، أو التي تحذر من أعداء الله السابقين أو من أولئك الذين سيرتدون على أعقابهم أو . . . الخ لأن ذلك سيزيد طينتهم بلة وسيعمق جراحاتهم ، ويعرض أمنهم للخاطر ، لذلك عمدوا للتعميم والغموض ولكنهم وأولياؤهم يعرفون ما هو الخطر من سنة رسول الله المكتوبة وغير المكتوبة .
وبالرغم من أن عمر بن الخطاب ، قد شن حملة ضاربة على سنة رسول الله المكتوبة ، وغير المكتوبة إلا أنه قد أباح للمسلمين بأن يرووا عن رسول الله ما يعمل به [1] فليس لدى الخليفة عمر أو غيره ما يمنع من رواية سنة الرسول المتعلقة بالصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات ، لأن رواية سنة الرسول المتعلقة بمثل هذه الأمور لا تؤثر على حكمه ولا على نظامه ، ولا على المنافقين وأعداء الله السابقين الذي استعان بهم ! !
قال الدارمي في شرح لنهي عمر للوفد الذي أرسله للكوفة بأن لا يحدثوا عن رسول الله حتى لا يصدوا الناس عن القرآن : " معناه عندي الحديث عن أيام الرسول وليس السنن والفرائض " [2] .



[1] البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
[2] سنن الدارمي ج 1 ص 73 ح 286 .

306

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست