responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 286


ولما آلت الأمور إلى عمر بن الخطاب ، وتولى الخلافة خالف صاحبه شكلا واتفق معه بالمضمون ! ! ! ووسع إطار المنع والإحراق ، وجعلهما سياسة علنية عامة لدولته ! ! !
فأبو بكر منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق سنة الرسول المكتوبة عنده ، أما عمر فقد جمع سنة الرسول المكتوبة عند الناس والكتب المحفوظة لديها فأحرقها أولا " [1] .
ثم عمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه " إن من كان عنده شئ من سنة الرسول فليمحه " [2] كما فصلنا ذلك من قبل ! !
ولما تصور الخليفة عمر بن الخطاب أنه قد أحرق سنة الرسول المكتوبة عند المسلمين ، والكتب المحفوظة لديهم ، تفرغ لمنع رواية سنة الرسول وقد اتخذ هذا المنع أشكالا متعددة ، وبالرغم من تعدد الأشكال فإنها تخدم غاية واحدة لا تخفى حتى على عامة الناس وجهلتهم وهي رغبة الخليفة بأن يجتث سنة الرسول من الوجود ، وأن لا يبقى منها إلا تلك التي لا تتعارض مع توجيهات الدولة ووجودها وسياستها ، أو التي تخدم مصالح الدولة كما سنرى ! !
ولأن الخليفة هو الرئيس العام للمجتمع الإسلامي ، وهو الخليفة الواقعي لرسول الله ، كان لا بد له من ذريعة أو شعار مقنع للناس ليبرر هجومه الضاري على سنة الرسول وليبعد عن نفسه ظنون الناس وتقولاتهم ، فأوجد شعار " حسبنا كتاب الله ، ولا كتاب مع كتاب الله ! ! " وهو أول من أوجد هذا الشعار ! ! فعمر يريد القرآن ، والقرآن وحده ، ولا شئ سواه ، ولا شئ معه ، ولا يريد عمر أن يشغل المسلمين عن القرآن شاغل فالقرآن هو كتاب الله النافذ الأوحد ، وقانون المجتمع فلا كتاب معه ، ولا قانون سواه ! !



[1] الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 140 .
[2] كنز العمال ج 10 ص 291 .

286

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست