responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 242


لما نجحوا بعزل الإمام الشرعي وأهل بيت النبوة والفئة القليلة المؤمنة ، وبإذلالهم ، وتجريدهم من حقوقهم المدنية والسياسية والمالية ، قبضوا على السلطة بيد من حديد ، وأخذوا يتصرفون فيها تصرف المالك بملكه صارت الخلافة كأنها شاة أو بعير أو ثوب للغالب ، فله الحق أن يقلدها لمن يشاء ، لقد عهد أبو بكر بالخلافة لعمر ، وقال لعثمان الذي كتب له عهده : " لو كتبت اسمك لكنت أهلا لها " [1] ! ! ولما طعن عمر وقعد علي فراش الموت جائته رسالة من عائشة مفادها أن " استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا ، فتساءل عمر ومن تأمرني أن استخلف ؟ " [2] ألا ترى أن صلاحياته باختيار ولي عهده صلاحيات مطلقة ، وأنه يمكنه أن يتصرف بمنصب الخلافة تصرف المالك للشئ بملكه الخاص ، فلو أمرته أم المؤمنين أن يستخلف أي شخص لفعل لسبب ظاهري بسيط هو أنه وأم المؤمنين يكرهان أن تبقى أمة محمد هملا ، ورأفة بهذه الأمة ! ! ! ! !
ويتوجه عمر وهو على فراش الموت ، ويبحث عن صاحب الحظ السعيد الذي سيقوم مقامه ، ويلتزم بسياسة ذلك النفر ، فيقول : " لو كان أبو عبيدة حيا لوليته واستخلفته ، ولو أدركت معاذ بن جبل لوليته واستخلفته ، ولو أدركت خالد بن وليد لوليته واستخلفته ، ولو رأيت سالم مولى أبي حذيفة لوليته واستخلفته " [3] .
يمكنه أن يعطي الخلافة لمهاجر كأبي عبيدة ، أو لواحد من الطبقة الحادية عشر من طبقات الصحابة ، كخالد بن الوليد ، أو لا حد الموالي كسالم مولى أبي حذيفة الذي لا يعرف له نسب في العرب ! !



[1] راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 429 ، وسيرة عمر لابن الجوزي ص 37 ، وتاريخ ابن خلدون ج 2 ص 85 .
[2] الإمامة والسياسة لابن قطيبة ج 1 ص 23 .
[3] راجع مرض عمر وموته في تاريخ الطبري ، وطبقات ابن سعد ص 15 وما فوق من الإمامة والسياسة لابن قطيبة .

242

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست