نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 175
برسول الله ، والاستهانة بسنة الرسول ، وبكافة الترتيبات الإلهية التي أعلنها رسول الله والمتعلقة بنظام الحكم أو بمن بخلف الرسول ! ! لقد أوجد ذلك النفر المناخ الملائم لنقض عرى الإسلام كلها عروة بعد عروة ، بل وقادوا بأنفسهم كما سنرى عملية نقض عرى الإسلام خطوة خطوة ! لقد استنفر ذلك النفر من المهاجرين كافة أعداء الله ورسوله السابقين ، كما أيقظ المنافقين من غفلتهم ، وهيجهم ضد الترتيبات الإلهية ، واستعان بهم لنقض عرى الإسلام عروة عروة ، وجعل لهم مصلحة في هذا النقض حيث استعان بهم ، وأشركهم معه بالأمر ، قال ابن حجر في فتح الباري : ( والذي يظهر من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين . . . فلأجل ذلك استخلف معاوية والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل منهم في أمر الدين والعلم ) [1] . قال حذيفة - أمين سر رسول الله على المنافقين - لعمر بن الخطاب يوما عندما رأى الفجار والمنافقين يتولون المناصب الحساسة في الدولة : ( يا عمر إنك تستعين بالرجل الفاجر ) [2] وقال حذيفة نفسه مرة أخرى لعمر : ( والله يا عمر إنك تستعمل من يخون وتقول ليس عليك شئ وعاملك يفعل كذا وكذا ) [3] . وكان عمر يعلم أن الذين يستعين بهم ويعينهم أمراء ، وولاة وقادة فجار أو منافقون أو خونة لله ولرسوله ، ولكنه كان يبرر استعماله لهم واستعانته بهم بالقول : ( نستعين بقوة المنافق وإثمه عليه ) [4] .
[1] فتح الباري كتاب الأحكام ج 13 ص 98 . [2] كنز العمال ج 5 ص 77 . [3] راجع تاريخ الطبري ج 5 ص 31 . [4] رواه ابن أبي شيبة والبيهقي راجع كنز العمال ج 4 ص 614 .
175
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 175