نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 16
دمار الإسلام وتفريغه من مضامينه الخالدة مستحيل ما دام التلازم والتكامل والإحكام موجودا ما بين كتاب الله وسنة رسوله ، ولا يتحقق هذا الدمار إلا بدمار سنة الرسول ، أو تحييدها ، أو إبعادها عن مسرح التأثير على الأحداث ، أو بفك الارتباط المتين بين كتاب الله المنزل ونبيه المرسل . وهذا هو المنطلق الذي انطلقوا منه يوم قالوا لرسول الله لا حاجة لنا بكتابك ولا بوصيتك : ( حسبنا كتاب الله ) وهذا هو السر بمنعهم لرواية وكتابة سنة الرسول ، وجعل شعار ( حسبنا كتاب الله ) محور الثقافة التاريخية . التأكيد الإلهي على مكانة الرسول ، وأهمية سنة الرسول الله تعالى هو الذي أوجد التكامل والتلازم بين كتاب الله المنزل ، ونبيه المرسل ، وهو الذي فرض الإيمان بالاثنين معا ، وهو الذي خص رسوله بهذه المرتبة العالية حتى صار الإيمان بالرسول جزءا لا يتجزأ من الإيمان بالله ، والله جلت قدرته هو الذي أبرز أهمية سنة الرسول بفروعها الثلاثة حتى صارت جزءا لا يتجزأ من دين الإسلام ، وفصلا جوهريا متداخلا تداخلا عضويا مع الشريعة الإلهية المكونة حصرا من كتاب الله وسنة رسوله . فهو جلت قدرته الذي اختار نبيه للرسالة ، فأعده ، وأهله وعصمه ، وكلفه بالإمامة والولاية ، وأمر المسلمين والمؤمنين أن يأتمروا بأمره وأن ينتهوا بنهيه : ( . . . وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) [1] فأمر الرسول كأمر الله ، ونهي الرسول كنهي الله . وقال تعالى مخاطبا المكلفين : ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه ) [2] فالإيمان بالله والرسول لا ينفصلان عن
[1] سورة الحشر ، الآية 7 . [2] سورة الأعراف ، الآية 158 .
16
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 16