نام کتاب : النبي ومستقبل الدعوة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 22
فهل هذا الافتراض كاف لإقامة الحجة على الناس ؟ وكيف سيتم التعامل مع الكتاب والسنة ؟ كيف سيعرف الناسخ والمنسوخ ، المحكم والمتشابه ، الخاص والعام ، . . . ؟ ! ألا يحتاج القرآن إلى بيان صحيح وترجمة لمعانيه ؟ فهل مثل هذا الرأي يتناسب مع كمال الدين وإتمام النعمة ؟ إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند هؤلاء لم يضع برنامجا متكاملا لكيفية التعامل مع الكتاب والسنة ، وهذا ما لا يمكن تصديقه ، فهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذاك الإنسان العظيم ذو النظر الثاقب الذي يرفض أن يرى بعين نبوته المستقبل القاتم للأمة وتشتتها وتناحرها ، وهو ذلك الحريص الرحيم الذي وصفه الله بأروع وصف : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) [1] . فكيف نصدق أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين كيفية دخول الحمام وآدابه الأخرى ولم يشر إلى مفتاح التعامل مع الكتاب والسنة ؟ إن عدم وجود برنامج مستقبلي يحفظ الكتاب والسنة نصا ودلالة مدعاة لاختلاف الأمة وتفرقها . روي عن عبد الوارث بن سعيد أنه قال : " قدمت مكة فألفيت بها أبا حنيفة ، فقلت له : ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا ؟ فقال : البيع باطل والشرط باطل . فأتيت ابن أبي ليلى فسألته عن ذلك ، فقال : البيع جائز والشرط باطل .