نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 389
ولعل البخاري ومسلم بإنكارهما للوصية قد استندا على ثبوت الواقعة التي رواها البخاري ست مرات ، ورواها مسلم والتي تتلخص بان عمر بن الخطاب وحزبه قد حالا بين رسول اللّه وكتابه ما أراد وهو على فراش المرض وقالوا للرسول - حاشا له - أنت تهجر ( 846 ) . ومع هذا فان البخاري نفسه قد روى بان الرسول قد أوصى ، ونصوص الوصية التي سقناها تدل دلاله قاطعه ، بان رسول اللّه أوصى وذكر بوصيته مرات متعددة . والطريقة التي مات بها رسول اللّه ورواها البخاري ليست مقبوله ولا معقوله ولا تليق بسيد المرسلين ، فموت الرسول بين سحر ونحر عائشة وعلى فخذها لا يتناسب اطلاقا مع جلال الرسول ومكانته عند اللّه ، ولعل القصد من رواية هذه الطريقة بالموت هو اثبات قرب عائشة من النبي ، واثبات بطلان ادعاء الإمام بأنه الوصي . والحقيقة التي أقرها الخليفة عمر بن الخطاب تناقض رواية البخاري عن السيدة عائشة ، ففي زمان عمر كان الصحابة يجلسون في احدى الأيام فسال كعب ، ما كان آخر ما تكلم به رسول اللّه ؟ فقال عمر : سل عليا ، فروى على كيف مات رسول اللّه وماذا قال . ولو أن الأمور كما روى البخاري عن عائشة لكان من دواعي سرور عمر ان لا يسلم بهذا الشرف لعلى ، ولاحال الناس يومها لنسأل أم المؤمنين . والثابت ان رسول اللّه لما دنا اجله ، وأوشكت ان تحضره الوفاة قال : ادعو لي اخى ، فدعو عليا ، فقال ادن منى ، فدنا منه على ولم يزل يكلمه حتى فاضت نفس الرسول الزكية ، فاصابه بعض ريقه ( 847 ) . وقد روى هذا الحديث على وابن عباس ، وأم سلمة ، وعبد اللّه بن عمر ، وعلي بن الحسين وسائر أئمة أهل البيت الكرام ( 848 ) .
846 - صحيح البخاري 7 / 9 وصحيح مسلم ، 5 / 75 وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 287 وما فوق . 847 - الطبقات لابن سعد 2 / 262 ، 264 وشرح النهج 2 / 207 و 209 و 561 . 848 - كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 243 ، 245 .
389
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 389