عهده والإمام من بعده ، وهو ابن عمه واخوه وأبو ولده ، وأراد اللّه سبحانه وتعالى ان يجعل من موضوع سكن على مع النبي جانبا وبابا تطل منه الشرعية وتثبت ولاية عهد على للنبي وامامته من بعده ، فامر اللّه نبيه ان يقف خطيبا ليقول :
( ان رجالا يجدون في أنفسهم شيئا ، ان أسكنت عليا في المسجد وأخرجتهم ، واللّه ما أخرجتهم وأسكنته بل اللّه أخرجهم واسكنه .
ان اللّه عز وجل قد أوحى إلى موسى وأخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ، واجعلوا بيوتكم قبله وأقيموا الصلاة ، وان عليا منى بمنزله هارون من موسى وهو اخى ولا يحل لاحد منكم ان ينكح فيه النساء الا هو ) ( 806 ) .
وأخرج رسول اللّه عمه العباس وغيره من المسجد فقال العباس :
تخرجنا وتسكن عليا ؟ فقال الرسول :
( ما أخرجتكم وأسكنته ولكن اللّه أخرجكم واسكنه ) ( 807 ) .
وخطب النبي يوما فقال :
( اما بعد فانى أمرت بسد هذه الأبواب الا باب على ، فقال فيه قائلكم ، وانى ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته ) ( 808 ) ، وقال :
( واللّه ما أخرجتكم من قبل نفسي ، ولا انا تركته ، انما انا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ، ان اتبع الا ما يوحى إلى ) أخرجه الطبراني ، راجع منتخب الكنز ( 809 ) .
ثم قال النبي موضحا :
( ان اللّه أوحى إلى نبيه موسى ان ابن لي مسجدا

806 - كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص ، 241 والمراجعات للعاملي ص ، 161 ، 165 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي من كتاب فضائل أهل البيت باب 17 ، 1 / 85 طبعه استانبول . 807 - أخرجه ابن ماجة 1 / 92 في سننه ، والترمذي والنسائي في صحيحهما وهو الحديث 2531 من الكنز ، 6 / 153 وأخرجه الإمام احمد في مسنده ، 4 / 164 و 1 / 151 808 - مسند الإمام احمد ، 4 / 369 ومنتخب الكنز 5 / 29 من هامش المسند ، ونظرية عدالة الصحابة ص 242 . 809 - 5 / 29 من مسند الإمام احمد .

376