نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 180
بالأمس ) ( 462 ) ، ودعا رسول اللّه باللواء وهو معقود لم يحل ودفعه إلى علي عليه السلام ، وخرجوا حتى وصلوا إلى حمراء الأسد فعسكروا هنالك ، وأمرهم ان يجمعوا الحطب في النهار ، وان يوقدوه ليلا . وكان معسكر بطون قريش بالروحاء ، وهول معبد بن أبى معبد الخزاعي الأمر لبطون قريش فأخبرهم : ( تركت محمدا وأصحابه خلفي يتحرقون عليكم بمثل النيران ، وقد اجمع معه من تخلف عنه بالأمس من الأوس والخزرج وتعاهدوا الا يرجعوا حتى يلحقوكم فيثاروا منكم ) ( 463 ) . ذهل أبو سفيان وأركان حربه من سرعه اعاده النبي لتنظيم صفوف أصحابه ومن رده العاجل ، وادركوا ان محمدا قد عكر عليهم نصرهم وخطف منهم بريقه ، وانهم ان اصطدموا معه بهذه الحالة فسيهزمهم لا محاله وينقلب فرحهم إلى ترح . ومر بأبي سفيان نفر يريدون المدينة ، فخصص لهم مكافاه إذا قالوا لمحمد ان بطون قريش قد أجمعت على الرجوع إليه . ليضمن توقف محمد عن الملاحقة . واصدر أبو سفيان وأركان حربه أوامرهم بالرحيل والعودة إلى مكة فورا . بعد ان نغص النبي انتصارهم . لقد كانت حركه النبي حركه بارعة بكل الموازين العسكرية ، لقد أعادت الروح المعنوية للمسلمين ، وعكرت صفو بطون قريش ، وخطفت منها بريق انتصارها ، ورجعت وكأنها مهزومة ، وكانت هذه الحركة الرائعة أبلغ رساله لليهود والمنافقين والقبائل المحيطة بالمدينة التي تنتظر من يقع حتى تنقض عليه وتأكله . ومن هنا اعلن تعالى رضاه عن ( الذين استجابوا للّه وللرسول من بعد ما أصابهم القرح ) ( 464 ) ، وعفا عن الذين فروا من معركة أحد كعمر بن الخطاب ، وعثمان وغيرهم من الصحابة الكرام ، وأعطاهم فرصا جديده ( 465 ) .