نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 132
القتلة ، فلم يبصروه ( 405 ) ، ثم تابع طريقه إلى المدينة يرافقه أبو بكر بن أبي قحافة ، وعبد اللّه بن أريقط . وطال انتظار المتآمرون ، ولم يخرج النبي ، وبدأت الوساوس تعمل في صدورهم ، لقد انبلج الفجر ، ولاحت الدنيا ، ومن المستحيل ان يتأخر خروج محمد إلى هذا الحد ، واقتحموا بيت النبي ، ودخلوا الحجرة المقدسة ، واقتربوا من فراش النبي وكشفوا الغطاء ، فإذا النائم بفراش النبي على وليس محمدا فهاج القتلة ، وسألوا عليا عن النبي فقال لهم على بهدوء المؤمن ورباطة جأشه ( قلتم له اخرج عنا فخرج عنكم ) . أحيطت زعامة بطون قريش علما بما حدث ، فهاجت وماجت وجن جنونها ، فأطلقت فرسانها ورجالها ليبحثوا عن محمد وليعودوا به حيا أو ميتا ، وخصصت جائزه كبرى مقدارها مائه ناقة لمن يقبض على محمد ، وبذلت زعامة بطون قريش كل وسعها للقبض على محمد ولكنها فشلت ولم تفلح ، حيث دخل النبي الغار وقضى فيه ثلاثة أيام ، حتى يئست زعامة البطون من العثور عليه وبعد ذلك شق طريقه بيمن اللّه ورعايته إلى عاصمه دولته المباركة ، ولتتيقن قريش ان ليس في الأمر سحرا ، شاهد سراقة أحد الطامعين في الجائزة محمدا وهو يتابع رحلته المباركة ، وحاول سراقة ان ينال الجائزة ، ولكنه رأى من المعجزات ، ما أجبره على الاقلاع عن محاولاته ، وكان هلاكه مؤكدا لو لم ينزع من ذهنه أمر الحصول على الجائزة ، وأخيرا قال رسول اللّه لسراقة : ( كيف بك يا سراقة إذا سورت بسواري كسرى ) رجل مشرد ومطارد يعد أحد مطارديه بسواري أعظم ملك من ملوك الأرض آنذاك ! ! ! لكن الرجل لا ينطق عن الهوى ، يعرف ما يريد ويسعى بخطى متلاحقة لتحقيق ما يريد . وقبل ان يغادر النبي مكة وقف على مروه ، وناجى مكة قائلا : ( إني لأعلم إنك أحب البلاد إلى ، وإنك أحب ارض اللّه إلى اللّه ، ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت ) .