الأموي سليمان بن عبد الملك السم فقتله .
وانتهت حياه الإمام بعد ان اثار عواطف المسلمين ، بحزنه العظيم ، وبثه للّه ، وادعيته المباركة وعلمه النافع ، وخلق لديهم احساسا عظيما بالذنب ، وشعورا فائقا بالاثم ، ونبههم إلى الظلم الفظيع الذي لحق باهل بيت النبوة .
الإمام الخامس : محمد بن علي الباقر :
هو خامس الأئمة ، أشار له الإمام علي بن أبي طالب بوصيته ، وكلف علي بن الحسين :
ان يعهد له - بناء على امر رسول اللّه - وان يقروه السلام من رسول اللّه ومنه ، ولقب ب ( الباقر ) لأنه بقر العلوم كلها .
قال عبد اللّه بن عطاء المكي :
( ما رايت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ) .
قال محى الدين النووي في كتابه ( تهذيب الأسماء واللغات ) عن الإمام الباقر :
( تابعي جليل ، وامام بارع مجمع على جلاله ، روى عنه أبو إسحاق وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن دينار والزهري وربيعه ، وروى له بخارى ومسلم ( 1557 ) ) .
قال ابن العماد الحنبلي :
( قيل له الباقر لأنه بقر العلم أي شقه وعرف أصله ) ( 1558 ) .
قال ابن طلحه الشافعي في مطالب السؤول ( 1559 ) :
( هو باقر العلم وجامعه ) .
قال أبو الفداء إسماعيل بن كثير :
( أبو جعفر الباقر أحد اعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا ، وسمى الباقر لبقره العلم ) ( 1560 ) . . إذا كان علماء الدولة يقولون هذا عن الإمام ، فيعني ان الباقر قد صار بدرا ، يتعذر حتى على العميان انكار وجوده .

1557 - الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 2 / 436 . 1558 - المرجع السابق 2 / 436 . 1559 - ص 437 . 1560 - الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 2 / 437 .

658