وعائشة أم المؤمنين لم تكتف بما فعل أبوها وصاحبه :
كان أم المؤمنين لم تكتف بما فعل أبوها وصاحبه بعلى وأهل بيت النبوة ، وكأنها اعتقدت ان مساهمتها بالانقلاب كانت متواضعة ، لذلك أرادت ان تزيد أسهمها وان تصب جام غضبها على على ومن والاه ، فقد سربت أم المؤمنين مجموعه من الروايات أسندتها لرسول اللّه ، فقالت إن رسول اللّه قد أخبرها عن علي :
( بأنه يموت على غير ديني ) ( 1260 ) ، وربما وضعت أم المؤمنين هذه الرواية عندما بلغها ان عمر بن الخطاب هدد عليا بالقتل ، تقول لعمر :
نفذ تهديدك ولا تخشى غضب رسول اللّه فقد أخبرها بان عليا يموت على غير دين النبي ! !
ولم تكتف أم المؤمنين بذلك بل ، روت بان رسول اللّه قال لها :
( من أراد ان ينظر إلى رجلين من أهل النار ، فلينظر إلى هذين ، فنظرت عائشة فإذا بعلى والعباس قد أقبلا ! ! ) وطالما ان عليا من أهل النار فليس عجيبا منه ان يعترض على خلافه أبيها ( 1261 ) .
قال أمير المؤمنين مخاطبا أهل البصرة في ما بعد :
( واما فلانه - أي عائشة - فأدركها رأى النساء ، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولو دعيت لتنال من غيرى ما اتت إلى لم تفعل ) ( 1262 ) .
ان حقدها على الإمام لا يوصف ، انه كما وصفه الإمام :
( يغلى في صدرها كالمرجل ! ! ) ، وماذا تقول بالسيدة التي تسجد شكرا للّه عندما يبلغها وفاه عدوها .
فقد كانت تعتبر عليا عدوا لها ولا تطيق ان تلفظ حتى اسمه ( 1263 ) ! !
جاء في مسند أحمد ( 1264 ) عن عطاء بن يسار :
ان رجلا وقع في علي وفى عمار عند عائشة فقالت :
( اما على فلست قائله لك فيه شيئا ، واما عمار فقد

1260 - شرح النهج لابن أبي الحديد 4 / 64 . 1261 - المصدر السابق . 1262 - شرح النهج 9 / 189 . 1263 - طبقات ابن سعد 2 / 2 / 29 بسند صحيح ، والسيرة الحلبية 3 / 44 . 1264 - مسند أحمد 6 / 113 .

550