بمعنى آخر ان الرسول ربط بين القيادة أو الإمامة أو المرجعية من بعده وهم أهل بيت النبوة وعلى رأسهم عميدهم علي بن أبي طالب أول الأئمة أو أول القادة أو أول المراجع ، وبين القرآن الكريم بوصفه هو المنظومة الحقوقية النافذة .
أو بمعنى آخر ان الرسول ربط بين القيادة وبين القوانين النافذة في المجتمع الاسلامي ، فلا يكون الفرد ضمن اطار الشرعية الا إذا كان ، ملتزما بالقانون ، ومطيعا أو مواليا للقيادة التي عينت حسب قواعد هذا القانون .
فأهل البيت الكرام هم القيادة لأنهم هم المؤهلون الهيا لبيان القرآن الكريم بيانا قائما على الجزم واليقين في كل زمان ، وهم المحيطون بسنه النبي احاطه تامه وقائمه على الجزم واليقين وأول أئمتهم هو علي بن أبي طالب لأنه هو الأعلم والأفهم بالدين وهو الأقرب إلى اللّه وهو أفضل الموجودين ، وقد شهد اللّه بذلك لأنه اختاره وامر نبيه ان يعلنه اماما من بعده .
والقرآن الكريم والسنة بمثابة القوانين السارية المفعول في المجتمع وهى تمثل ارقى التصورات القانونية وأدقها واعدلها .
كل من عند اللّه :
ان اللّه تعالى هو الذي اختار محمدا رسولا واماما للناس وأهله لبيان القرآن الذي انزله عليه ، وأوجب اللّه على نبيه ان يبين كل ما أوحى إليه واللّه سبحانه وتعالى هو الذي اختار علي بن أبي طالب ليكون وليا لعهد النبي واماما من بعده ، وامر رسوله ان يعلن ذلك فأعلنه ، واللّه سبحانه هو الذي اعطى أهل بيت النبوة دورا مميزا في قيادة الأمة من بعد النبي واللّه سبحانه وتعالى هو الذي جعل من كل هذه الأركان عناصرا للشرعية والمشروعية .
بمعنى ان اللّه عين القادة أو الأئمة أو المراجع ، لعلمه اليقيني بأنه الأعلم ، والأفهم ، والأصلح ، والأفضل .
وهو نفسه الذي وضع قواعد المنظومة الحقوقية ( القانون النافذ ) فمهمة القيادة هي تنفيذ القانون ، وقيادة الأمة حسب احكام هذا القانون الإلهي .

445