التاريخ ( 774 ) ، وقد القى اللّه محبه على الخاصة في قلب النبي ، فكان النبي يتردد على بيت عمه بصوره مستمره ، ليطمئن على على وليشرف على تربيته ، وفى سنه جدباء ، اقترح النبي على عمه العباس ان يساعدوا أبا طالب فيكفلون بعض بنيه ، فاخذ العباس جعفرا واخذ الرسول عليا لينفق عليه ، ويضمه إلى أسرته ، وكان عمر على يوم ذاك ست سنين ( 775 ) ، وعندما اخذ الرسول عليا قال صلى اللّه عليه وآله وسلم :
( قد اخترت من اختاره اللّه عليكم عليا ) ( 776 ) ، وهذا التصريح يؤكد ، بان ضم الرسول لعلى ترتيب رباني ، فقد أراد اللّه ان ينشأ ولى عهد النبي والإمام من بعده في كنف النبي ، ليتربى الولي تربيه خاصه ، وليعد اعدادا كافيا لتولى الإمامة بعد موت النبي ، وليتثبت فواد على بما يرى من المعجزات .
وهكذا عاش الإمام على مع النبي في بيت واحد طوال الفترة التي سبقت النبوة وخلال فترة النبوة التي سبقت الهجرة ، وما بعدها أيضا .
ارتباط من نوع خاص :
لقد كشف الإمام على عن عمق ارتباطه بالنبي خلال تلك المرحلة ، والمراحل التي تلتها فقال :
( وضعني في حجره وانا وليد ، يضمني إلى صدره ، ويكتنفني فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرقه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه . . وما وجد لي كذبه في قول ، أو حظلة في فعل ، وكنت اتبعه اتباع الفصيل لاثر أمه ، يرفع لي كل يوم من أخلاقه ، ويأمرني بالاقتداء به ، وكنت في حراء ، فأراه ولا يراه غيرى ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه ، وخديجة وانا ثالثهما ، أرى نور الوحي ، واشم ريح النبوة ) ( 777 ) .
وسئل قثم بن العباس ، كيف ورث على رسول اللّه دونكم ؟ فقال قثم :
( كان

774 - المناقب لابن المغازلي الشافعي ص ، 7 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ، 30 وكشف الغمة للإربلي 1 / 60 . 775 - شرح النهج 1 / 15 . 776 - النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد نقلا عن البلاذري والأصفهاني . 777 - التصوف والتشي ع هاشم معروف الحسنى نقلا عن شرح النهج ، وكتابينا نظرية عدالة الصحابة باب القيادة السياسية ص ، 223 والنظام السياسي في الإسلام ص 75 ، 76 .

367