نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 241
القواعد الإلهية ، وهو المخول بإجابة الأمة على كل سوال ، فإذا فقدت الأمة نبيها أو امامها أو قائدها الشرعي أو مرجعها الذي ينبغي ان ترجع إليه عندئذ تصبح الأمة مثل جسد بغير راس ، أو كبدن من غير قلب ، أو قطعان من غير راع ، ومن هنا صارت الإمامة ضرورة من الضرورات لا غنى عنها في كل العقائد الإلهية ، وتوصلت التشريعات الوضعية إلى هذا المطاف فأقرت بضرورة الإمامة أو القيادة أو المرجعية . والفرق ان الإمام في العقائد الإلهية هو الأعلم والأفهم والأفضل ، بينما القائد أو الإمام في العقائد الوضعية هو الغالب . محور اهتمام النبي بعد الفتح : بعد ان فتح النبي مكة ، واستسلمت زعامة بطون قريش ، صارت القيادة أو الإمامة أو المرجعية من بعده هي محور كل اهتماماته ، وانصب اهتمامه على ترتيب مؤسسة الإمامة أو القيادة وابراز أهميتها ، وتحديد الإمام أو القائد الذي سيخلف النبي بعد موته ، وتقديمه للأمة على أساس انه وليها وقائدها ومرجعها بعد موت النبي ، وبيان الحكمة من اختياره بالذات ، وبيان طريقه انتقال منصب الإمامة أو القيادة أو المرجعية من امام إلى امام ، لان أخطر ما يواجه الأمة من بعد وفاه الرسول هو الصراع على الرئاسة . وانصب اهتمام النبي على اقناع الأمة بان الإمام من بعده يجب ان يكون الأعلم والأفهم بالدين ، والأفضل والاتقى ، وأصلح الموجودين في زمانه ، وتلك صفات لا يعلمها الا اللّه تعالى . ومن هنا فإنه صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يحدد هذا الإمام من تلقاء نفسه ، ولم يقدمه للأمة لتعرفه من تلقاء نفسه ، انما اللّه تعالى هو الذي اختار الإمام من بعده ، وأهله للإمامة ، وامر نبيه ان يقدمه للمسلمين كامام وكقائد وكمرجع لهم بعد وفاه نبيهم . واكد لهم ان الأمور البسيطة ترقب أوامر اللّه فيها فكيف بأمر على مستوى خطوره الإمامة ( ان اتبع الا ما يوحى إلى ) . فاللّه سبحانه وتعالى هو الذي اختار الإمام وحدده وأهله وبين طريقه انتقال الإمامة من امام إلى امام ، على اعتبار ان الإمامة جزء لا يتجزء من الدين وبيانها واجب على النبي ، اذن من غير المعقول ان يبين الرسول المهم ويترك الأهم .
241
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 241