responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 211


وهم مع الأوس والخزرج ، يوالون وليهما ويعادون عدوهما .
ومن الطبيعي ان النبي لا يحاكم على البواطن ، فهو يعلم علم اليقين ان هنالك منافقين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر والعصيان ، ويتشدقون بموالاة النبي وهم عصاه ، ولكن حسب مقتضيات العدل الإلهي فإنه لا سلطان له عليهم ما اظهروا الاسلام ونطقوا بالشهادتين ، ولا سلطان له على اليهود الذين احتفظوا بدينهم ، واعلنوا قبولهم بقيادة النبي ، وابطنوا العداوة له ، لقد كان النبي يطاولهم ما طاولوه ، ويهادنهم ما هادنوه ، ولا يبدأ بعداوة أي فرد أو جماعه ، ولا يفتح على أي كان أبواب المواجهة والخصومة ، تلك هي طبيعة النبي وطبيعة دينه وهذا منهج النبي في كل مواجهاته ، فقد كان يترك الخصم حتى يبدأ بالعدوان ، فإذا بدا الخصم بالعدوان يعطى أوامره بالرد وبحجم العدوان .
ومن هذا المنطلق ، فان افرادا من اليهود ، وجماعات منهم قد نقضوا العهد ، وخرجوا على العقد ، فجابه الذين نقضوا عهودهم ، ولم يتعرض لغيرهم ، فإذا خرج خارج جابهه ، وإذا نقض عهده ناقض تصدى له .
هذه السياسية الحكيمة جنبته وحده خصومه ، وفتتت جبهة أولئك الخصوم ، فمن فيض النعمة الإلهية على محمد ، ومن عبقرية قيادته ، ان خروج اليهود ومواجهتهم له لم يتم على دفعه واحده ، ولا بوقت واحد ، والا لكان في ذلك حرج شديد ، انما حدثت مواجهة اليهود له على موجات ، وبأوقات متعددة ، وفى كل خروج كان الرسول يواجه من يخرج عليه من اليهود ومن ينقض عهده ، ولا يتعرض لغيره لا من قريب ولا من بعيد .
وكان يحرص كل الحرص ، على أن يبين لمن يخرج عليه سوء عمله وحقيقته ، وان ينصحه بالنزوع عنه ، فان أبى استعان النبي عليه باللّه وواجهه ، مما أضفى على مواجهاته كلها طابع الشرعية .
نتائج معركة بدر :
النتائج المذهلة التي أسفرت عنها معركة بدر ، صعقت كل أولئك الذين كانوا يبطنون الكراهية والحسد لمحمد ولاله واتباعه ، وأججت نيران حسدهم للنبي وحقدهم عليه ، وأخرجتهم عن وقارهم المصطنع ، وعن صمتهم الاثم .

211

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست