responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 195


وبين محمد ، ولم تعد لها القدرة بمعاداة محمد نيابة عن العرب .
ومحمد لا يطلب منها الكثير ، فغاية ما يطلبه منها ان تخلى بينه وبين العرب ، وان تقف على الحياد ، فان اصابه العرب كفوها إياه ، وان لم يصيبوه فان محمد لن يتعرض لهم ، قريش كلها تفهم هذا ، وقد جرى عرض مطلب محمد قبل معركة بدر ، واعلنه عتبة بن ربيعه - كما مر بنا - والعافية كل العافية بسحب فتيل التوتر ، والاعتراف عمليا بوجوده كقوة واقعيه ، وترك العرب له ليحددوا مواقفهم منه بالطريقة التي يرونها .
ان زعامة البطون قد اشتهت هذا الحل وارتاحت له ، ولكنها خجولة من اعلانه ومن التصريح به ، ومن الاعتراف بان هذا هو تفكيرها ، وتحليلها النهائي للموقف .
ولا تدرى كيف تعبر عنه وتعلنه ! !
ولا كيف يمكنها ان تتفاوض مع محمد بعد الذي فعلته به ، وفعله بها طوال 19 عاما من المشاحنة والبغضاء والحملات الإعلامية التي لم تتوقف ، والحملات العسكرية التي استمرت سته سنوات ! ! !
رسول اللّه ينقذ البطون من حيرتها ويجرها إلى مائده المفاوضات :
علاوة على أن محمدا نبي ، فهو عبقري ، وقائد سياسي لا مثيل له .
والجزء الأهم في العملية السياسية اطلاقا ان توجه الفعل أو سلسله الافعال السياسية إلى الخصم ، وترقب بدقة ردود فعله عليها ومقدار قربه أو بعده مما تريده .
لقد تيقن النبي ان بطون قريش قد أفلست تماما ، واقتنعت ان استئصاله مستحيل ، وهزيمته عسكريا مستحيلة ، وانه لم تعد لها القدرة على الاستمرار بحاله التأهب القصوى والاستنفار العام ، ولم تعد لها القدرة على تحمل حاله الحصار المفروضة عليها ، وان العرب لن يقدموا لبطون قريش أكثر مما قدموا ، وانها قد أدركت بان كفه محمد قد رجحت تماما ، وان المستقبل له .
وتيقن النبي ان بطون قريش حائره في امرها ، وانها تبحث جديا عن مخرج من ورطتها ، وعن سبيل يحفظ لها شرفها وما تبقى من كبريائها ، ويرتب أمورها مع محمد بشكل يزيل حاله التوتر الدائم بينها وبينه .
فصمم النبي على مساعدتها واخراجها من حيرتها ، وجرها باللطف إلى

195

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست