نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 194
وهم وغير قابل للتحقيق ، فمحمد لا يمكن استئصاله ولا يمكن القضاء عليه ، فشعر العرب بالحيرة ، وشعرت بطون قريش بالاحباط ، واحتارت بأمر الرجل ، وأحست بالألم والمرارة ، ويئست منه تماما . لقد فشلت البطون عسكريا بعد ان استنفدت كل خططها ، واستعملت كل قواها ، ولم تقو على استئصال محمد أو القضاء عليه ، بل على العكس من ذلك ، فكلما صادمته خرج من صدامها معه وهو أكثر قوه ، والعرب أكثر تفهما له واعجابا بأمره . وفشلت البطون إعلاميا ، فلم يعد يصدق أحد ان محمدا مجنون أو شاعر أو كاهن أو كاذب أو ساحر كما أشاع اعلام البطون ، لقد اظهر محمد عبقرية قيادية تفوق التصور والتصديق . الاعتراف بالوجود الواقعي لمحمد هو الحل : لم يعد امام بطون قريش سوى التسليم بالوجود الواقعي لمحمد ، والاعتراف بسيطرته الكاملة على طريق تجارتها إلى بلاد الشام ، وبإستحالة تنفيذ شعارها ( استئصال محمد من الوجود والقضاء عليه ) لكنها لا تعرف كيف تعبر عن قبولها بهذه الحقائق دون ان تخدش كبريائها المتغطرس . لقد اكلت الحرب مع محمد أموالها ، مثلما اكلت خيره أبنائها ، ولم يعد لها القدرة على البقاء في حاله استنفار عسكري دائم ، ولم تعد لها القدرة على مواجهة الحصار ، فما من قافله تجاريه من قوافلها الا ويعترضها محمد ، فيغنمها هو وأصحابه ويأسرون رجالها أو يقتلون منهم ، أو تنجو منهم بشق الأنفس ، وآخر الأنباء استيلاء محمد على قافله ( أبى العاص بن الربيع ) ، الذي استجار بزوجته السابقة زينب بنت محمد ، وامر الرسول على اثر ذلك برد ما اخذ من القافلة ، لحكمه رآها ، فعاد أبو العاص بن الربيع وسلم الأموال لأصحابها ، واعلن اسلامه امام قريش ( 492 ) . وباختصار لم يعد لبطون قريش ايه مصلحه اطلاقا باستمرار حاله التوتر بينها
492 - راجع المغازي للواقدي 2 / 553 وما فوق .
194
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 194