responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 191


من فوقهم ومن تحتهم ، والنفوس البشرية تتصور بتصوراتها المختلفة ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر . . . ) ( 488 ) بهذا الوقت بالذات زف اللّه للمؤمنين بشرى انتصار أقوى رجل فيهم على أقوى رجل في الأحزاب ، فاطمأنت نفوسهم ، وادركوا ان نصر اللّه قادم لا محاله .
ورحلت الأحزاب :
فوجئت الأحزاب بالخندق ، وفشلت محاولاتها لاجتيازه ، واجرى النبي مفاوضات مع زعماء غطفان لينسحبوا من التجمع ، وانهارت الثقة بين العناصر الرئيسة التي تكون منها تجمع الأحزاب ، فقد فقدت بطون قريش ثقتها باليهود ، وكذلك غطفان التي أدركت انه لا ناقة لها ولا جمل بهذه الحرب ، وان أملها بالمكاسب المادية أحلام ، واكتشف اليهود ان البطون سترحل وستتركهم وجها لوجه ووحدهم امام محمد لينكل بهم ، فانهارت أهم أساسات تحالف الأحزاب ، وأكثر النبي الدعاء :
( اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم ) وتكرر دعاؤه الاثنين ، والثلاثاء ، والأربعاء ، واستجيب له ما بين الظهر والعصر .
وعصفت الريح ، وزمجرت ، والقى القائد العام للأحزاب أبو سفيان كلمه حلل فيها الموقف فقال :
( انكم واللّه لستم بدار مقام ، لقد هلك الخف والكراع ، وأجدب الجناب ، واخلفنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقد لقينا من الريح ما ترون ، واللّه ما يثبت لنا بناء ، ولا تطمئن لنا قدر ، فارتحلوا فانى مرتحل ) ، وجلس على بعيره فوثب البعير .
فناداه عكرمة بن أبي جهل :
( انك راس القوم وقائدهم ، تقشع وتترك الناس ) ، فاستحى أبو سفيان فأناخ جمله ، واخذ بزمامه ، وقال :
( ارحلوا ) فجعل الناس يرتحلون .
ثم قال أبو سفيان لعمرو بن العاص :
( يا أبا عبد اللّه لا بد لي ولك ان نقيم في جريدة من خيل بإزاء محمد وأصحابه ، فانا لا نأمن ان نطلب ) .
وهكذا كان ، ثم لحقت الجريدة بالأحزاب وعادت بطون قريش ومن والاهم إلى مكة ، وعادت غطفان وقبائل بنى


488 - سوره الأحزاب آية 10 .

191

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست