responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 164


وانضم الحقد إلى الحسد :
انتهت المعركة بهزيمة البطون الساحقة ، وبانتهائها حملت نفوس البطون بأسوأ جنين عرفته الخليقة وهو الحقد ، فامتلأت نفوس البطون بالحقد الأسود على محمد وعلى آل محمد ، وظل هذا الحقد في نفوسها ، ولم يفارقها لحظه قط .
وهكذا جمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد ولآله ، الحقد الأسود عليهم ، وانى لأي دين ان يقتلع هذا الثنائي القذر من النفس البشرية ! !
كيف يمكن لأبي سفيان ان يحب عليا وقد قتل ابنه وعمه ؟ !
كيف يمكن لمعاوية ان يحب عليا وقد قتل شقيقه وجده وخاله وابن خاله وعمومته ؟ !
كيف يمكن لخالد بن الوليد وعثمان بن عفان ، والوليد بن عقبه بن أبي معيط ، ان يحبوا الحمزة وعلى وسيوفهما تقطر بدم الآباء والأعمام والأخوال ! !
يسهل التصور ان يحبوا النبي ، ويصعب التصور بان يحبوا آله ! !
لقد لاحقهم الوتر ، وأورثوه لذرياتهم ، وكتب على أهل بيت محمد طوال التاريخ ان يدفعوا ضريبة عاليه لانتمائهم الصادق لمحمد ولدين محمد سيقول بعضهم :
( الاسلام يجب ما قبله ) ، انهم يحملون النص غير معناه .
ان النفس البشرية ليست زرا كهربائيا تطفأ وتضاء بحركة .
انها عالم من الانفعالات يتعذر عمليا على الانسان ان يحب الذي قتل ابنه ، أو أباه ، أو جده ، أو أخاه أو ابن أخيه ، أو عمه أو ابن عمه ، ان ذلك فوق طاقه النفس البشرية .
صحيح ان الذي قتلهم قتلهم على الايمان وجهادا في سبيل اللّه ، بل ودفاعا مشروعا عن النفس ، وصحيح أيضا ان عنوان الايمان موالاة اللّه ورسوله ، ومعاداة أعدائهما حتى ولو كانوا الآباء والأبناء والأخوة والذرية ، لكن هذا كله لا يمنع انفعالات النفس البشرية ، وثوره أشجانها من حين إلى حين .
فمحمد هو الأمر ، وعلى ابن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب هما المنفذان اللذان نكلا بالبطون ، فما من بطن الا وتعددت فيه النوائح على قتيل أو مقتولين في بدر ، والهاشميون بمعيار بطون قريش يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية ، فلو سلموا محمدا للبطون ، أو خلوا بين البطون وبين محمد ، لما قتل الذين قتلوا ، ولما تطورت الأمور إلى هذا الحد .

164

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست