نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 161
أهل بيت النبوة . وخروج الحسين لم يكن طمعا في الخلافة ، فقد كان موقنا بأنه سيلاقي ربه قبل أن يدرك ذلك ، وإنما خرج لكي يزيح القناع الذي تستر به الظالمون ، وليكشف طبيعة الأوضاع التي آلت إليها الخلافة ، وليحدث هزة في ضمير الأمة التي أخلدت إلى الخضوع والخنوع ، ويمدها بجذوة معنوية للتحرك ضد الظالمين . وعلى الرغم من الحصار والتضييق والرقابة الشديدة التي تعرض لها كل الأئمة من آل البيت ، إلا أنهم واصلوا العمل الدؤوب ، لإعادة بناء الأمة فكريا ، وتحصينها ضد الانحراف وألاعيب الحكام ، ومضوا قدما بتنظيم أتباعهم وتنميتهم عدديا ونوعيا ، وتجنيبهم المواجهة مع السلطة حتى لا تقضي عليهم ، وحتى لا يصطدموا بها قبل الوقت المحدد الذي يكتمل فيه بناء الأمة ، لأنه إذا اكتمل بناء الأمة يسقط الطغاة آليا ، إذ لا يبقى لهم مؤيد ومعين ، عندئذ يضطرون للعودة إلى طبيعتهم ، فيظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وقد تعرض الأئمة لملاحقة السلطة وبطشها ، فأبعدت الإمام الرضا إلى طوس ، وأودعت الإمام الكاظم مطامير السجون طيلة أربعة عشر عاما ، وقضت عليهم بالسم ، حتى وصل الضغط إلى درجة اضطر معها الإمام الثاني عشر إلى الغيبة ، ليظهر في آخر الزمان ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، نسأل الله أن يعجل فرجه ، ويجعلنا من أنصاره ، والحمد لله رب العالمين ،
161
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 161