نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153
الشام رمزا للموت ، وكان الاتكال على المجهول أمل الناس الوحيد . كانت تلك هي حال الخلافة وحال الأمة عندما فرض على الحسين أن يقود المواجهة . وكان الحسين وأهل بيت النبوة يعلمون جيدا أن عليهم في وقت يطول أو يقصر أن يبايعوا يزيد أو يموتوا ، إذ كانوا على علم بتاريخ الخلافة وأسلوبها القمعي ، فمن أجل البيعة ، وبعد يوم واحد من وفاة النبي ، أحضر أولياء أبي بكر الحطب والنار ، ليحرقوا آل محمد ، لأنهم رفضوا البيعة وقالوا ، نحن أحق بالخلافة ، ولأجل ذلك قال الحسين : " وأيم الله لو كنت في جحر هامة * من هذه الهوام ، لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم " ( 64 ) ، وقال أيضا : " والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإن فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم ، حتى يكونوا أذل من فرم * * " ( 65 ) . إن خيارات الحسين وأهل البيت كانت محددة تماما ، فأما أن يبايعوا عدو الله وهم أذلة ، وأما أن يتعرضوا للقتل . من يعرف طبيعة الإمام الحسين ، وطبيعة أهل البيت يتيقن أن مبايعتهم ليزيد بن معاوية مستحيلة ، ذلك أن الذين يرضون بالذل والهوان هم الذين يخشون الموت ، فلأجل النجاة من الموت يعطون الدنية وهم سعداء ، وليس الحسين وأهل البيت من هذا النمط ، بل إن الموت عندهم فوز وسعادة ، وقد صرح الحسين بذلك علنا إذ قال : " إلا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا ، فإني لا أرى الموت إلا
* جحر الهامة هو الشق الذي تختفي فيه الحية أو العقرب . ( * * ) الغرم : الخرقة التي تضعها المرأة على فرجها عند الحيض .
153
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153