نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151
أو قتله وتسليم رأسه لمعاوية ، مقابل غنيمة يغدقها عليهم معاوية . أدرك الإمام الحسن كل ذلك ، وأيقن أن مواصلة المواجهة المسلحة انتحار مؤكد ، وإبادة لما تبقى من المؤمنين الصادقين وهم قلة ، وعبر عن ذلك بقوله : " والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما ، والله لئن أسالمه وأنا عزيز أحب إلي من أن يقتلني وأنا أسير ، أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم " ( 59 ) في هذه الأثناء فاوض معاوية الإمام الحسن ، وأرسل إليه ورقة بيضاء وقد وقع معاوية في أسفلها ، ليكتب الإمام الحسن شروط الصلح ، فكتب الإمام الحسن الشروط التالية : أولا - أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة نبيه . ثانيا - أن لا يعهد لأحد من بعده ، بل يكون الأمر شورى بين المسلمين . ثالثا - أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم . رابعا - أن شيعة علي آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم . خامسا - أن لا ينبغي للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت النبي غائلة سرا ولا علانية ، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق . إلا أن معاوية لم يف بعهوده رغم توقيعه عليها ، بل خطب الناس في الكوفة وقال بصراحة : " كل شرط شرطته لكم فهو مردود ، وكل وعد وعدته أحدا منكم فهو تحت قدمي " ( 60 ) ، ثم توج جرائمه باغتيال الإمام الحسن ، بأن دس له السم عن طريق زوجته جعده بنت الأشعث بعد أن بعث إليها بمئة ألف درهم ووعدها بتزويجها من ولده يزيد ( 61 ) ، ليخلو له الجو ويتمكن من تتويج ابنه الفاسق السكير يزيد حاكما على المسلمين . وكان من وصايا معاوية ليزيد أنه إذا ثار أهل المدينة عليه ، يرسل إليهم
151
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151